القلم


بعد اختراع الطباعه ظل الطلب على القلم مطلوباً في كل مناحي الحياة؛ لأنه له مكانة مفضلة وضرورية , فالقلم جديل الشعراء ووليف موظفي البنوك وقضاة المحاكم,وضروري في كل الاماكن فهو يخدم الاءرادة ولا يمل الاستزادة ويسكت واقفاً وينطق سائراً,وهو بريد القلب يخب بالخير وينظر بالبصر, وهو سفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن فالقلم له أنواع:
فهناك قلم يحرر وآخر يقرر وآخر يغرر وآخر يبرر وآخر يحاول جاهداً ان يمرر وآخر يكرر,وهناك قلم أمير وقلم أجير وقلم أسير, وهناك قلم يجلب كل بلوى وآخر هو سلوى ومذاق أحرفه كأطيب حلوى ,وهناك قلم يصقل مواهبه وقلم يلصق مقالبه, وهناك قلم مشبوه وآخر لا يشابه وآخر لا تشوبه الشائبة وآخر مشبه به , وهناك قلم يحاول ان يستفز وآخر يزف وآخر يفز وآخر يفزع وآخر يعزف , وهناك قلم حالم وآخر حامل وآخر لماح وآخر مليح وآخر مملح وآخر حليم وآخر محمول , وهناك قلم مدهش وآخر هش وآخر شهي وآخر احرفه كالشهد وآخر شاهد وآخر شهيد , وهناك قلم متفجر وآخر متعجرف وآخر منجرف وآخر يتفرج وآخر يرتجف، وهناك قلم مطلوب وآخر مقلوب وآخر مسلوب وآخر مجلوب, وهناك قلم ممنوع وآخر مصنوع وآخر مصنُع وآخر مقنُع, وهناك قلم كالسيف وآخر كالضيف وآخر الوانه كالطيف وآخر نتساءل من اين له أن يصبح قلماً وكيف ؟
وهناك قلم كادح وآخر مادح وآخر قادح وآخر قراءته وأتباعه خطأ فادح, وهناك قلم جديد وآخر شديد وآخر صلب كالحديد وآخر قوله سديد وآخر عمره مديد وآخر كتاباته صديد.
فما من كاتب إلا ويفنى ويبقى ما كتبت يداه
فلا تكتب بيداك إلا ما يسرك في القيامة ان تراه
هكذا هي سنة الحياة: دائما للحق اتباع , وللجيف ضباع , فقليل في انصياع والأكثرون في ضياع تلك هي حياتنا !
د. ماجد حامد العليمات
Majed.olemat@yahoo.com