الكردي ... يرتَعِدُ خوفاً !!!


بِشكلٍ شبه يومي , يطالعنا الإعلام , عن قضايا فسادٍ أرهقت الوطن , و زادت الإحتقان لدى المواطن , و هو يرى مقدرات الوطن و مستقبل المواطن عُرضه للنهب , من قبل طغمه فاسده مفسده , عاثت فسادا فأهلكت الحرث , دون أدنى شعور بالمسؤوليه , و همهم الأكبر التكرش على حساب الوطن و المواطن , دون أن تأخذهم فيه رحمه , لا بارك الله فيهم , تكرشوا حتى عادو بدون رقبه و رقبة المواطن تئن تحت أوجاع الفقر و نيران الغلاء .

غلاءٌ هم السبب فيه لتغطية عجز مَديونيةِ سرقاتهم لتتضخم ثرواتهم و أرصدتهم البنكيه , فباتت هذه الأرصده تتناسب طرديا مع إرتفاع حجم المسؤوليه إلا من رحم ربي .

أتذكر بحصره على شخصياتٍ وطنيه تَسَنَمتْ أعلى درجات المسؤوليه , فعرفت ما عليها من واجبات و تناست ما لها من حقوق , هزاع , وصفي , عبد الحميد , كانوا يرتعدوا خوفا كلما ذُكروا بالوطن , خوفا منهم عليه , و خوفا على أنفسهم من التقصير , الله الله فيهم من رجال , قدموا ما قدموا و تركوا الدنيا على حافة الفقر قبل حافة القبر .

هزاع لم يبتسم يوما إلا حبا في الوطن , ثروته الماليه كان مقرها ( الجيبه) و خزانة إم العيال , و ترك الحياه في لحظة شهاده أبديه .

وصفي و سُمره بلفحةِ وطن , عاش (بالفوتيك) مُشَمِراً في خدمة ما آمن به .

عبد الحميد وله قصتين , تمنى شراء (كاميرا) تحققت الأمنيه بعد أن تسلم رئاسة الديوان , ما أجمله من حلم !! لرئيس ديوانٍ شريف , تمنى بناء بيت صغير يخرج إليه من بيته المستأجر و هو رئيسٍ للوزراء , فيسأل ... فيها إشي إذا طلبت قرض و أنا رئيس للوزراء ؟؟؟ نِعمَ الرئيس أنت !!!! .


هزاع , وصفي , عبد الحميد , هُم منا و نحن منهم شكلا , روحا , و حبا في الوطن , الأقرب إلينا , يكفيهم ما إجتمعوا فيه , و كان أخره .... الشهاده .


بعد زمانهم , تبدل الزمان , زمن من إمتهن عشق الوطن و إعتلى شهامة الرجوله و شرف الشهاده ليأتي زمن البرامكه , زمن الأرصده البنكيه و مسؤولي (الدجتال) بالعطر الفرنسي و الربطات الإيطاليه , سحقا لهم و بمن إرتبطوا .


تذكرت إرث الرجال و أنا أقرأ يوم أمس , لائحة إتهامٍ جديده لوليد الكردي (ليته لم يولد) و هيئتنا المبجله , هيئه مكافحة الفساد تضيف بندا على بنود سرقاته , و نتائج أبحاث الهيئه توصلت , أن هذا الوليد قد إستغل هذا الوطن المنهوب و شعبه المنكوب بطرحٍ عطاءٍ بالتلزيم و بقيمة (40) مليون دينار على أحدهم , أحدهم من إستحق التلزيم و التأزيم !!!!.


تذكرت الرجال و بكيت على وطنٍ مُنهك , و شعبٍ ما زال ينتظر من سرقوه , لا بلائحة إتهامٍ جديده , بل مخفوراً , بعناقيد الغضب و بحور الخطايا ليرمى في مزابل التاريخ , بعد أن يَتَجيف في (سواقه).



بكيت , حين علمت أن وليدنا هذا يُصبح على نهر التايمز مستمتعا (بالإكسبرسو ) و (english muffin) و يمسى متلذذاً ب (الستيك) و (عصير التفاح) على أبراج لندن , و الشعب هنا يكابد القهر , في حب الوطن .

فرحت , لما توصلت اليه هيئتنا المبجله , بإضافة قرارٍ على لائحة الجلسه , فرحت فخاطر هذا (الوليد) سوف يَتَكَدر , فينسى نشوة التفاح و طعم ال (muffin) , و يباتُ يضرب أخماسا بأسداس و يرتَعِدُ خوفاً من هذا القرار .


لي سؤال واحد , لكل من يهمه الأمر , متى نرى التنفيذ لهذا القرار ؟؟ فقد إشتقنا لوليدنا الهارب و أملنا أن يعود لأرض الوطن !!!!!!

طالب أحمد حياصات
Talebheyasat@yahoo.com