فشل جنيف والخيارات الأردنية
هذه المرة الثالثة في تاريخ الأزمة السورية التي تسخن فيها الجبهة الجنوبية على الحدود الأردنية السورية بالتسريبات والسيناريوهات المغرقة بالأرقام والتقديرات الاستراتيجية والتي تُحضّر المسرح العسكري لدور أردني غير واضح الملامح، هذه المرة جاء التحذير المباشر للأردن من وسائل إعلام سورية حذرت "الجار الضعيف" حسب وصف رسمي في افتتاح مفاوضات جنيف من اللعب بالنار المشتعلة، في الوقت الذي حذّرت فيه روسيا بشكل مباشر قوى غربية من التدخل عسكريا في سورية، وكل العيون تتجه صوب الجبهة السورية الجنوبية والحدود الشمالية للأردن.
كل ما حققته مفاوضات جنيف الثانية الاتفاق على جدول أعمال لمفاوضات قادمة من المرجح أنها لن ترى النور. كان الرهان محسوما سلفا على فشل المفاوضات، فوفد النظام ذهب مسلحا بتفوقه الميداني على الأرض الذي حققه خلال الأشهر الماضية، وهو يفاوض من منطلق القوة ولا ينتظر أن يقدّم تنازلات سياسية، بينما اشترطت المعارضة المزيد من التسليح حتى تذهب للمفاوضات، واشترطت قوى غربية شطب الدور الإيراني. وهذه أسباب تعني أن الأطراف كلها ذهبت لعملية سياسية غير ناضجة، فلا أحد يستطيع اأن يحسم الصراع على الأرض.
خلال الأيام القلية الماضية ثمة أحداث متسارعة تشير إلى تحولات عميقة في التقدير الاستراتيجي للسيناريو السوري القادم، اتهامات غربية وروسية متبادلة حول المسؤولية عن فشل المفاوضات، صفقات تسليح جديدة، اجتماعات عربية غربية أمنية واستراتيجية، تصعيد غربي في الضغط على الروس يلاحظ جانب منه فيما يحدث في الساعات الأخيرة في أوكرانيا التي تشكل الخط الأمامي والحديقة الخلفية لروسيا. السعودية تنقل إدارة الملف الاستراتيجي والعسكري للأزمة السورية من الأمير بندر بن سلطان إلى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف استعدادا لمرحلة جديدة، الجيش الحر أجرى تعديلات قيادية جوهرية أفضت إلى تغيير القائد الميداني للجيش الحر سليم إدريس بقائد جديد غير معروف، معلومات عن تزايد الدعم الإيراني للنظام السوري وهيمنة قيادية لفيلق القدس.
مطلب المعارضة المسلحة المدعوم من أطراف عربية وغربية استعادة التوازن على الأرض الذي يمهد للانتقال للحسم الاستراتيجي. وفي المحصلة فإن ذلك يقود إلى نهاية السياسة في حسم مستقبل الصراع على سورية مع اقتراب الأزمة من عامها الرابع. معلومات النظام السوري تتحدث عن أن الخيار الغربي يتجه نحو تسخين الجبهة السورية الجنوبية انطلاقا من الحدود الأردنية حيث تتحدث هذه التسريبات عن وجود نحو 2500 مقاتل مدرب من المتوقع ان يصلوا الى أربعة آلاف خلال أسبوعين سيدفع بهم إلى مشارف دمشق. وهناك تلتقي هذه القوة مع قوة أخرى يصل عددها إلى نحو خمسة آلاف مقاتل آخر تسعى هذه القوات الى استعادة إشعال معركة دمشق من جديد والضغط على النظام لتقديم تنازلات.
أردنيا، تبدو مبررات الدخول في اللعبة الاستراتيجية غير مقنعة أبدا، فالضغوط التي مورست على الأردن إقليميا ودوليا في العام الماضي أشد بكثير مما يمارس اليوم، ووضع الأردن اليوم أفضل مما كان عليه في آذار الماضي، صحيح أن كلف استمرار الصراع تزداد على الأردن وتحديدا في ملف اللاجئين، ولكن هذه الكلف سوف تكون أضعافا وسيضاف إليها كلف استراتيجية لا أحد يستطيع أن يقدرها، لا يملك الأردن في هذا الوقت إلا أن يستمر في وقوفه إلى جانب الشعب السوري وفي الحفاظ على تفاهمات الحد الأدنى مع المعارضة المسلحة والنظام السوري على حد سواء. هذه هي الخلطة الأردنية ولا أتوقع أن يحدث لها أي تغيير جوهري.
كل ما حققته مفاوضات جنيف الثانية الاتفاق على جدول أعمال لمفاوضات قادمة من المرجح أنها لن ترى النور. كان الرهان محسوما سلفا على فشل المفاوضات، فوفد النظام ذهب مسلحا بتفوقه الميداني على الأرض الذي حققه خلال الأشهر الماضية، وهو يفاوض من منطلق القوة ولا ينتظر أن يقدّم تنازلات سياسية، بينما اشترطت المعارضة المزيد من التسليح حتى تذهب للمفاوضات، واشترطت قوى غربية شطب الدور الإيراني. وهذه أسباب تعني أن الأطراف كلها ذهبت لعملية سياسية غير ناضجة، فلا أحد يستطيع اأن يحسم الصراع على الأرض.
خلال الأيام القلية الماضية ثمة أحداث متسارعة تشير إلى تحولات عميقة في التقدير الاستراتيجي للسيناريو السوري القادم، اتهامات غربية وروسية متبادلة حول المسؤولية عن فشل المفاوضات، صفقات تسليح جديدة، اجتماعات عربية غربية أمنية واستراتيجية، تصعيد غربي في الضغط على الروس يلاحظ جانب منه فيما يحدث في الساعات الأخيرة في أوكرانيا التي تشكل الخط الأمامي والحديقة الخلفية لروسيا. السعودية تنقل إدارة الملف الاستراتيجي والعسكري للأزمة السورية من الأمير بندر بن سلطان إلى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف استعدادا لمرحلة جديدة، الجيش الحر أجرى تعديلات قيادية جوهرية أفضت إلى تغيير القائد الميداني للجيش الحر سليم إدريس بقائد جديد غير معروف، معلومات عن تزايد الدعم الإيراني للنظام السوري وهيمنة قيادية لفيلق القدس.
مطلب المعارضة المسلحة المدعوم من أطراف عربية وغربية استعادة التوازن على الأرض الذي يمهد للانتقال للحسم الاستراتيجي. وفي المحصلة فإن ذلك يقود إلى نهاية السياسة في حسم مستقبل الصراع على سورية مع اقتراب الأزمة من عامها الرابع. معلومات النظام السوري تتحدث عن أن الخيار الغربي يتجه نحو تسخين الجبهة السورية الجنوبية انطلاقا من الحدود الأردنية حيث تتحدث هذه التسريبات عن وجود نحو 2500 مقاتل مدرب من المتوقع ان يصلوا الى أربعة آلاف خلال أسبوعين سيدفع بهم إلى مشارف دمشق. وهناك تلتقي هذه القوة مع قوة أخرى يصل عددها إلى نحو خمسة آلاف مقاتل آخر تسعى هذه القوات الى استعادة إشعال معركة دمشق من جديد والضغط على النظام لتقديم تنازلات.
أردنيا، تبدو مبررات الدخول في اللعبة الاستراتيجية غير مقنعة أبدا، فالضغوط التي مورست على الأردن إقليميا ودوليا في العام الماضي أشد بكثير مما يمارس اليوم، ووضع الأردن اليوم أفضل مما كان عليه في آذار الماضي، صحيح أن كلف استمرار الصراع تزداد على الأردن وتحديدا في ملف اللاجئين، ولكن هذه الكلف سوف تكون أضعافا وسيضاف إليها كلف استراتيجية لا أحد يستطيع أن يقدرها، لا يملك الأردن في هذا الوقت إلا أن يستمر في وقوفه إلى جانب الشعب السوري وفي الحفاظ على تفاهمات الحد الأدنى مع المعارضة المسلحة والنظام السوري على حد سواء. هذه هي الخلطة الأردنية ولا أتوقع أن يحدث لها أي تغيير جوهري.