صقور الإخوان.. أين حملة الدكتوراة في التنظيم؟

المتتبع لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين في الأردن يرى ذلك الزخم الكبير في حملة الشهادات العلمية العالية بين صفوف أعضاء الجماعة، إن كانوا من السابقين أم من الحاليين، في وقت يلاحظ أن مجموعة من الذين يسيطرون على مقود الجماعة حالياً لا يحملون شهادة البكالوريوس في وقت تزخر فيه الجماعة بحملة الشهادات العلمية الرفيعة.

في فترة مبكرة من تاريخ الجماعة في الأردن كان عدد من أعضائها من حملة رتبة الأستاذية، ولم تبذل الجماعة أي جهد في استيعابهم ضمن أطر الجماعة والاستفادة من خبراتهم، خصوصاً وأن مجموعة منهم من أوائل من حصلوا على رتبة الأستاذية في مجال الفقه على مستوى الأردن.
بل يوجد حملة شهادات دكتوراة بين أعضاء الجماعة في مجالات الهندسة أو الطب أو القانون وغير ذلك من مجالات مختلفة؛ وهؤلاء وجدوا طريقاً مسدوداً في التنظيم الإخواني، الأمر الذي حال دون استمرار بعضهم في الجماعة، أو دون بروز بعضهم في المواقع القيادية للجماعة.
المتتبع لمسيرة تاريخ جماعة الإخوان في الأردن من حقه أن يتساءل عن أسباب عدم استيعاب الجماعة للأستاذ الدكتور علي الصوا والأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين والدكتور محمد عقلة ابراهيم والدكتور بسام العموش والدكتور عبد الله العكايلة والدكتور محمود السرطاوي وغيرهم الكثير من الشخصيات الإخوانية ذات التاريخ المشرف ، وهم من المشهود لهم بنزاهتهم وحياديتهم وغيرتهم على مصلحة الوطن.
إن عدم استيعاب هذه الأسماء وغيرها من الشخصيات ذات المكانة المشرقة، يؤشر أولاً على أن الجماعة غير قادرة على استيعاب أصحاب العقل والفكر النير.
كما يؤشر ثانياً على محاولات قيادات تيار الصقور ممارسة الإقصاء والابعاد لأصحاب الفكر النير ليصيبهم الاحباط وإبعادهم عن الابداع وإيصالهم إلى مرحلة العزلة والانطوائية.
إصلاح مسار الجماعة يتطلب أن تعيد القيادة الحالية للجماعة النظر بواقع حالها، وأن تعيد الأسماء التي تتسم بمكانتها الاعتبارية في المجتمع لتتسلم دفة القيادة في الجماعة، وكذلك أن تبرز أصحاب الفكر النير من الذين تم اقصاؤهم خلال السنوات الماضية، وتبتعد عن اغلاق طريق الإبداع بوجههم.