تركيع فتوقيع


قد يكون الله صاحب العزّة والجلال قد منّ على العرب بحرف تاء التأنيث إكراما لمنزلة المرأة في الإسلام ولكي يساهم هذا الحرف في تنمية العرب والمسلمين من خلال التعليم والتهذيب والتدريس والتأديب والتنظيف والتكريس والتدريب والتمرين والتعدين والتقييم والتقنين والتهجين والتسنين والتسبيح والتسليح والتشريف والتعييد والتوحيد والترغيب والترتيب والتخطيط والتصريح والتصليح والترميم والترقيم
ولكن مع رقي الامة ونفاقها استعمل هذا الحرف في غير ما وجد له حيث كان التجويع والترويع والتدمير والتهريب والتدخين والتحشيش والتمييع والتركيع والتشديد والتجنيس والتلميع والتكويع والتشليح والتصييع والتضييع والتوقيع والتبييع والتشييع والتلويع والتخليد والتمجيد والتهويد والتمهيد والتبديل والتقتيل والتصعيد والتبديد والتنديد والتنكيد والترديد والتسريب والتسويف والتعطيل والتلميح والتجريح والتخويف والترهيب والتلويح والتشبيح والتسريح والترويح والتزوير .............
وقد انصهر الحكام والمحكومين العرب في بوتقة الانكسار وهي ضعف الحكام وارتباطاتهم وجبن المحكومين وصمتهم واكتفى كلا الطرفان بطريق التنديد وإقناع نفسه بصواب سلوكه وكانت النتيجة بعد سنين ضياع الارض والسيادة والاخلاق والمرجعيّة .
ويبدو اننا نمرّ في المنعطف الاخير من تقهقرنا لهذا العصر فقد افلح الصهاينة والغربيّين من تجويعنا كشعوب بعد انهاكها نفسيا وصحيا وتفكيرا وحيرة وتحسّبا وخوفا وسممّت شبع الاغنياء والمقتدرين وشلّلت تفكيرنا جميعا بحيث ميّعت القضايا والمشاكل والمواقف واصبحنا في دوّامة لا يدري العميل هل ما يعمله يرضي السيّد ام لا ولا يدري الحليم هل قراراتنا واعمالنا ومسيراتنا هل هي في مصلحة الوطن ام الصهاينة .
وتمر الايام مثقلة بالمآسي في بعض مناطق العرب وبالآماسي الماجنة او غير الملتزمة في مناطق اخرى بل واصبحنا نتلاسن علنا عن وطن بديل او لاجئي دخيل وكأن الاوطان ليست لنا واللاجئون ليسوا اخواننا والنصر في النهاية لآل صهيون .
فلا السنّة نجو من حبل المشنقة ولا الشيعة حاملوا مفاتيح الجنّة استطاعوا فتحها ولا الاكراد منعت القتل عنهم الجبال العالية او الشكيمة الصعبة ولا المسيحيّون جائهم المخلّص ولا الاخوان المسلمون حماهم ظلال القرآن ولا الدروز سمعهم الاطرش او حمتهم حجارة السويداء قاتمة السواد ولا المسلمون جميعا حمتهم سماحة ابو بكر وعدالة عمر وكرم عثمان وحكمة علي .
نحن في عصر عزّت علينا دموعنا وزادت حدّة بلادتنا عند رؤية الشهيد وهانت علينا حرماتنا واستثارت غرائزنا عند رؤية الفحشاء وما امر الله بالستر عليه وهذا ما شلّ تفكيرنا وجعلها تهوي نحو الهاوية فاصبح التعرّي حضارة والكلام في الجنس ثقافة والكلام في الوطنيّة فلسفة والمطالبة بالحقوق تطرّفا وحق العودة تعنّتا والتربية الصحيحة تسلّطا واحترام الوالدين تذلّلا وإطاعة الوالدين جبنا واصبحت المرجعيّة هو الصديق والصديقة وتأدية الواجب الديني والإجتماعي والاخلاقي عبر الانترنت والايفون والآيباد .............
وهكذا انقلبت تاء التأنيث من تشكيل فعل إيجابي لفلاح المواطن وتنمية الوطن الى تشكيل فعل سلبي لإنحلال الفرد واندثار اخلاقه وهدم الاوطان وتفتيتها وضياع الحقوق والاراضي .
وانا هنا اقول يجب ان نعترف بان الهزيمة تملأ نفوسنا والخوف والامبالاة تملأ قلوبنا والشلل اصاب عقولنا والعمى اصاب عيوننا والفساد خطف ضمائرنا وان نعترف للاجيال القادمة بمسؤوليتنا ونيابة عن ابائنا واجدادنا عن ما اصابنا ويصيبهم من معاناة وان لا نوقّع على الغاء حقوقنا في الارض والعودة والمقدّسات والحدود وان نتركها للاجيال القادمة وان لا نخضع لكيري والصهاينة في طلب الاعتراف بيهوديّة دولة بني صهيون ولو كان ثمن ذلك مقتل ايّ فرد فينا حاكما كان ام محكوما .
احمد محمود سعيد
21 / 2 / 2014