7 جرحى في مسيرة جامع الحسيني
أخبار البلد - أصيب 7 أشخاص من بينهم الزميل موفق محادين باشتباكات وقعت بين مشاركين في مسيرة تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد ومسيرة تطالب بعدم العبث بالأمن الوطني، أثناء اعتصام نفذته قوى الحراك الشعبي أمام المسجد الحسيني في وسط البلد بعد صلاة الجمعة أمس، في حادثة دانتها الحكومة.
وفيما قال الأمن العام إنه فض تلاسنا بين الطرفين، حملت قوى الحراك الشعبي مسؤولية تعرضهم للاعتداء لرئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ووزير الداخلية المهندس سعد هايل السرور.
وندّدت القوى، التي تضم حزب الوحدة الشعبية واتحاد الشبيبة الديمقراطي والمبادرة الوطنية الأردنية ولائحة القومي العربي، خلال مؤتمر صحافي عقدته عصر أمس بـ"إجهاض مسيرتهم السلمية التي جاءت للمطالبة بإصلاحات سياسية سريعة"، مؤكدة على مواصلتها الحراك الاحتجاجي خلال الأسابيع المقبلة، بإطلاق مسيرة مركزية تنطلق من العاصمة وعدد من المحافظات يوم الجمعة المقبل.
وطالبت القوى بمحاسبة ومساءلة المتسببين بالمناوشات، مؤكدة على ضرورة إحداث الإصلاح السياسي الشامل في البلاد، بما في ذلك مساءلة الجهات المعتدية التي اخترقت الاعتصام.
وتحت عنوان "نرفض لنغير"، خرجت مسيرة القوى أمس، حيث تفاجأ المشاركون بقيام مجموعة من الشباب أطلقوا على أنفسهم "مؤيدين للحكومة" بمحاولة إجهاض المسيرة، حيث أدى ذلك إلى اشتباك الطرفين، ما ترتب عليه إصابة المواطنين إلى جانب تكسير يافطات ولافتات المسيرة، إضافة إلى الاعتداء على المشاركين بـ"العصي" وحجارة الشارع.
ورفع المحتجون لافتات تدعو إلى "حكومة منتخبة" و"إنهاء التبعية الاقتصادية" للجهات الدولية، مرددين "يا سمير ويا بخيت ولعتوا الشعب بالكبريت".
وتبادل المعتصمون ومؤيدو الحكومة الهتافات المضادة، حيث دعت قوى الحراك الشعبي إلى إسقاط "وادي عربة"، فيما رد مؤيدو الحكومة عليهم بالقول "تحيا وادي عربة".
وفي الأثناء، حاول عدد من عناصر الأمن العام الذين تواجدوا في المنطقة فض الاشتباك، إلا أنه أفضى إلى إصابة خمسة من قوى المعارضة بإصابات طفيفة، إلى جانب إصابة الكاتب الصحافي موفق محادين ونجله فراس حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب إن المسيرة التقت مع مسيرة أخرى طالب منظموها بعدم العبث بالأمن الوطني حيث انضم إليها مجموعة من أصحاب المحلات التجارية والعاملون لديهم المتواجدون في المنطقة بداعي أن مثل هذه المسيرات تعطل أعمالهم التجارية.
وأوضح أنه حصل خلال هذه المسيرات تلاسن واشتباك بين المشاركين ما حدا برجال الأمن العام للتدخل ومنع الاحتكاك بين كافة الأطراف لحماية حق الجميع في التعبير عن آرائهم بالطرق السلمية تماشيا مع النهج الذي تنتهجه مديرية الأمن العام في توفير جو ملائم من التعبير الحضاري الديمقراطي عن الآراء.
وأكد الخطيب أنه لم يتم الإبلاغ عن أية إضرار مادية في المحلات التجارية وأن مديرية الأمن العام رصدت دخول أربعة أشخاص إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج خرج منهم ثلاثة وبقي آخر لإكمال علاجه.
وقال نائب الأمين العام لحزب الوحدة الدكتور عصام الخواجا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الحزب، إن إجهاض المسيرة والاعتداء على منظميها، "ما هو إلا تأكيد على عدم جدية إعلان الحكومة الجديدة نيتها تبني برنامج إصلاحي، مؤكدا أن القوى قررت تصعيد حراكها الاحتجاجي خلال الأسابيع المقبلة حتى تحقيق المطالب".
وتعرض عدد من مراسلي الصحف المحلية ووسائل الإعلام إلى الاعتداء من المجموعة المناوئة للاعتصام، بحسب الخواجا، وهو ما أكده خلال المؤتمر العامل في قناة الجوردان ديز رائد عورتاني.
وأضاف أن عددا آخر من الصحافيين تعرض للاعتداء من بينهم محمد نبيل العامل في موقع عرمرم، وعضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية عماد المالحي ورأفت الزرو ورامي لصوي، وعدد من المشاركين.
وأكد الخواجا استمرار الحراك الشعبي حتى تحقيق التغيير، لافتاً إلى أن يوم الجمعة المقبل سيكون يوم غضب، حيث اعتزمت القوى التي شاركت في تنظيم هذه المسيرة تشكيل إطار شعبي واسع يشمل كافة القوى الوطنية والشعبية المطالبة بالتغيير.
من جهته، قال عضو المبادرة الوطنية الدكتور سفيان التل إن لقاء كان قد جمع عددا من الشخصيات الوطنية برئيس الحكومة الذي قدم تعهدات بعدم التعرض للمسيرة أو اللجوء لأسلوب الاعتداء، "إلا أن ما حصل يدلل على أن هناك مراكز قوى تتجاوز مجلس الوزراء ورئيس الحكومة".
أما الناشط العضو في المبادرة الوطنية، الزميل موفق محادين، فأكد أن ابنه فراس يعاني من ارتجاج بالدماغ إثر تعرضه للضرب على رأسه، محملا المسؤولية للحكومة في حال تدهور وضعه الصحي.
إلى ذلك، قال الناشط رئيس لائحة القومي العربي الدكتور إبراهيم علوش إن "ما حصل يؤكد على وجود قرار مسبق بالقمع كشفت فيه الحكومة كل أوراقها وطريقتها في
التعامل مع المطالب الشعبية".
البخيت يطمئن على محادين
وفي ذات السياق، أجرى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت اتصالا هاتفيا مع الكاتب الصحافي موفق محادين اطمأن خلاله على صحته بعد تعرضه ونجله لاعتداء أثناء المسيرة.
وأكد البخيت خلال الاتصال رفضه وإدانته لكافة أشكال العنف أو الأعمال التي من شأنها أن تعيق تعبير المواطنين عن آرائهم بحرية وبالطرق السلمية.
وأشار البخيت إلى أن المطالب التي دعت إليها المسيرات السلمية تتطابق في مجملها مع جهود الحكومة ومساعيها لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وأوعز رئيس الوزراء إلى محافظ العاصمة سمير مبيضين بزيارة الكاتب الصحافي موفق محادين ونجله والبدء، بما يلزم من إجراءات للتحقيق في ملابسات الحادث وتحديد المسؤول عن ارتكابه.
إلى ذلك، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان إنه وأثناء المسيرة فوجئ الجميع من المتظاهرين ورجال الأمن باندفاع مجموعة تحمل العصي، حيث قامت بالاعتداء على المتظاهرين ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات.
وأضاف أن "الحكومة تؤكد إدانتها للحادث لأن المسيرة كانت سلمية وما قام به المهاجمون هو انتهاك لحرية المواطنين وحقهم في تنظيم المسيرات وحرية التعبير وهو ما أكد عليه كتاب التكليف السامي للحكومة والتزامها بكل كلمة فيه".
وقال العدوان "تجيء هذه الحادثة بينما تعمل الحكومة على إرسال مشروع قانون معدل لقانون الاجتماعات العامة يضمن أعلى سقف من حرية الاجتماع وتنظيم المسيرات وسط إصرار جلالة الملك والحكومة على وضع الإصلاح السياسي على رأس الأجندة الوطنية والحكومية".
واستطرد قائلا "دأبت أجهزة الأمن طوال الشهرين الماضيين على توفير الظروف للمواطنين للتعبير عن مطالبهم بتصرف حضاري ينسجم مع طابع المملكة الحضاري والإنساني ومع توجهات جلالته حتى إنه تم تخفيض المظاهر الأمنية أثناء المسيرات لمنع وقوع أي حادث عنف عرضي".
وأوضح "تؤكد الحكومة إدانتها للاعتداء بالعصي الذي تعرضت له مسيرة الجامع الحسيني من قبل مجهولين، وهي ستتابع التحقيق لمعرفة من هم ومن يقف خلفهم. وتؤكد مرة أخرى التزامها بكل ما طرح في كتاب التكليف من خطوات شاملة وسريعة في مجال الإصلاح السياسي وفي مقدمتها قوانين الحريات العامة".
مهرجان خطابي للحركة الإسلامية
على صعيد متصل، نظمت الحركة الإسلامية مهرجانا خطابيا في عمان أمس حضره أكثر من 10 آلاف شخص، فيما أشار المنظمون الى أن العدد وصل الى 50 ألفا.
ووجّه المهرجان الذي حمل اسم "مهرجان الانتصار في ظلال المولد" وحضره جميع قيادات الحركة الإسلامية، مطالبات عديدة للحكومة إضافة إلى رسائل خارجية وداخلية حول حرية الشعوب في التظاهر والاعتصام والعيش بكرامة بعيدا عن الاستبداد.
وقال أمين عام جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في المهرجان "لقد تصدى للمشهد الفاسدون والمفسدون وأحرقوا البلاد والعباد وهدموا نسيج المجتمع الأردني حيث بات الإصلاح ضرورة وتحقيقا للمبدأ الدستوري الذي يقول إن الشعب مصدر السلطات".
وطالب منصور بحل مجلس النواب مؤكدا على أنه "جاء بعد عملية تزوير ووفقا لقانون متخلف". كما طالب منصور بإعادة النظر في العلاقات الخارجية للمملكة والعودة الى فلسطين لتكون القضية المركزية بحيث يكون الصراع "صراع وجود لا صراع حدود".
من جانبه، قال المراقب العام للإخوان المسلمين همام سعيد إن "الشعب الأردني يريد التخلص من الفساد والمفسدين وإطلاق الحريات العامة وإقرار قانون انتخاب جديد يعتمد القائمة النسبية وحكومة منتخبة".
ووجه سعيد رسائل عدة الى الولايات المتحدة الأميركية والأنظمة العربية للابتعاد عن تهميش الشعوب العربية والوقوف في وجهها، مشيدا بتجربتي تونس ومصر.
وقال "لا عاصم اليوم للأنظمة العربية من قبضة الشعوب وإن قطار الحرية الذي استقلته الشعوب انطلق ولن تعيقه البلطجية".
وطالب بإسقاط معاهدة وادي عربة والإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة فورا، معتبرا أن ما قام به الدقامسة شجاعة وبطولة يستحق عليه أوسمة لا جريمة يستحق عليها العقاب.
واستمع المجتمعون الى كلمة ألقاها الناطق باسم الإخوان المسلمين في مصر الدكتور عصام العريان من ميدان التحرير في القاهرة، أكد فيها على حق الشعوب في التحرر والديمقراطية.
وأشار العريان الى أنه التقى وفد النقابات المهنية الأردني في ميدان التحرير الذي زار مصر متضامنا مع الثورة المصرية وقدم التهنئة للمصريين.
وهتف المجتمعون شعارات "بالروح والدم نفديك يا أردن" و"يا عمان العتيدة حبك والله عقيدة"، و"الشعب يريد فتح المعابر". وتخللت المهرجان كذلك أهازيج دينية وأغان وطنية وقصائد حماسية.
مسيرتان في مادبا والكرك
وفي مادبا، خرج مئات من أبناء لواء ذيبان بعد صلاة ظهر أمس في مسيرة سلمية طالبوا فيها بإصلاحات سياسية حقيقية ورفعوا شعارات مجددة الولاء والانتماء للوطن والقيادة الهاشمية. كما طالبت بمحاربة الفساد وتفويض الواجهات العشائرية واسترداد الأراضي التي استولت عليها الحكومات السابقة.
وفي الكرك اعتصم العشرات من الفاعليات الشعبية والنقابية والحزبية أمس أمام مبنى مجمع النقابات المهنية في الكرك للمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل تحت عنوان "نحو إصلاح سياسي حقيقي شامل".
ورفع المعتصمون اليافطات والأعلام الأردنية والشعارات التي تطالب بإطلاق عملية إصلاح سياسي شامل من جميع النواحي، خصوصا في مجال إعداد قانون انتخاب بمشاركة جميع القوى والفاعليات الوطنية فيه ليكون معبرا عن كافة فئات الشعب الأردني.
وقال رئيس فرع نقابة المهندسين في الكرك المهندس خالد الرماضين إن الفاعليات الشعبية والنقابية في الكرك تعتصم للمطالبة بعملية إصلاح وطني شامل في جميع مناحي الحياة حرصا على مصلحة الوطن.
وأكد رئيس الهيئة المشرفة على مجمع النقابات المهنية في الكرك الدكتور إبراهيم العضايلة أن الاعتصام الذي تنفذه الفاعليات الشعبية والنقابية والحزبية في الكرك يأتي ضمن الحراك الوطني الشامل باتجاه التغيير الوطني ضمن حزمة المطالب الوطنية الشعبية ومن ضمنها التعديلات الدستورية الضامنه للحريات العامة والديمقراطية الحقيقية، ووجود قانون انتخابات يتفق عليه الأردنييون ومجلس نواب ممثل لكل فئات الشعب الأردني عبر انتخابات حرة ونزيهة.