حسن العلوي والملك الحسين وصدام والصدر
حسن العلوي مفكر عراقي شيعي المذهب ولد العام 1936، بكراده مريم، المنطقة الخضراء حاليا، والتي يعتبرها محتلة، وهو اليوم نائب بالبرلمان العراقي ويتزعم الكتلة الشيعية التي تضم اربعين نائبا. والرجل نشأ في بيت عروبي مثقف وشقيقه الباحث المرحوم هادي العلوي وهو من انجب العقول العراقي، ووالده احد فقهاء بغداد المعروفين.
عاش مع صدام حسين طويلا وتولى رئاسة تحرير مجلة الألف باء العراقية، ولقب بهيكل صدام، نسبة لمحمد حسنين هيكل، ولما تمكن صدام من السلطة، اعدم ثلة من اقارب العلوي، وحذره من العودة لبغداد لكنه ابى وعاد، ووضع بالسجن، ثم خرج وتزعم المعارضة، وعمل بالكويت وسوريا، وحين احتل العراق عين سفيرا بدمشق، ولكنه يقول: لم أداوم طيلة اربع سنوات في السفارة، عيني سفير ليمن»، وهو يحمد للدولة السورية احتضانها لاقامته فيها، وصبرها على نقده لها ايضا ايام حافظ الأسد.
كره العلوي موت صدام حسين واعتبر اعدامه ليس اعداما للديكتاتور، بل اعداما لزعيم سني، ومع انه دافع عن تهميش الشيعة ايام صدام، إلا أنه عاد وانتقد صعود الشيعة بعد احتلال العراق، وانتقد طائفية الدولة. وهو المدافع عن الخليفة عمر بن الخطاب والناقد لتعامل الشيعة معه، وكان دفاعه عن عمر دفاعا عن العروبة، فهو ضد المرويات التاريخية التي تسئ لعمر رضي الله عنه، إذ قال في كتاب عمر والتشيع:»العروبة في ايامها الأولى تحملني طفلا إلى احضان عمر قبل أن يأخذني عمر إلى العروبة لاحقا».
العلوي ما زال يتحدث عن صدام حسين باحترام، برغم انه حبسه وسجنه وحاول اغتياله بدس السم له في السجن، ولا يقبل ان يسيئ احد لصدام بوجوده، وحين اطلعته على شعر ماجد المجالي بصدام اغرورقت عيناه وطلب من ابنه هادي تسجيل قصيدة «غنى الرصاص» لماجد المجالي.
امس صباحا حين سالته عن انسحاب الصدر من المشهد: قال والله ما ادري فاجأني هو رئيس التيار الديني وانا رئيس القائمة السياسية، وكان مفروض ان يخبرني لاني امثل الشيعة في البرلمان ونحن اكبر كتلة فيها اربعون نائبا، وبس اعود للعراق اصدر بيان، بس لازم اشوفه.»
العراق متغير في رأيه، وصعب له ان يعود كما كان، وهو يحترم الأردن لدرجة ان يفكر بارسال اولاده لاتمام الدراسة فيه، وحين يتحدث عن الملك حسين رحمه الله يتحدث بألم، ويذكر انه ذات زيارة للمك حسين للكويت، وكان حسن يعمل في احد صحفها آنذاك، قال:» علمت ان مباحثات ستجري بين الملك وامير الكويت، واحترت كيف ستكون الافتتاحية»، وهو صاحب قلم جريء، ويضيف:» كنت اعرف ان الاردن يحتاج لمساعدات الاشقاء من دعم النفط، لكن الاردن عنده ما هو اهم من النفط، فتخيلت ان مائدة الطعام التي سيدعى لها الملك، كل خيراتها من بلاده، الخضار وبعض الفاكهة وحتى الخرفان تأتي من الاردن، فكانت الافتتاحية بعنوان:لقاء ملك الماء وامير النفط... فالنفط يجعلنا نتحارب والماء يجعلنا نعيش..»
كتب العلوي عدة كتب منها اسوار الطين، عن الكويت وازمتها مع العراق، وكتب عن المنظمة السرية للبعث العراقي، وله كتب الجواهري ديوان العصر، ودماء على نهر الكرخة، وحين يذكر كراده مريم وهي المنطقة الخضراء، حيث المنبت والولادة، يتذكر العائلة المالكة في العراق، ويقول :»كانت العائلة تدعينا لعيد ميلاد فيصل الثاني، كان من جيلي وكنا نفرح بالدعوة»، ويتحسر على العهد الملكي، بقوله:» العائلة المالكه جاءت وانتهت وما عندها غير خمس سيارات..»
العلوي صديق لكثير من الاردنيين، يحب صدام وخدمه كثيرا برغم انه حبسه، وهو اكثر واقعية من محبيه في الأردن. يدرك انه لن يعود، لذلك يعمل ما استطاع للدفاع عن العراق، لكن عبر السياسة والبرلمان.