ضمانات القروض الأميركية


 

تعهد رئيس الولايات المتحدة الأميركية بتقديم ضمانات قروض بقيمة مليار دولار للأردن وجددت بلاده اتفاقية مساعداتها بقيمة 660 مليون دولار سنويا، ميزة الضمانات وهي الثانية من نوعها تعني أن الولايات المتحدة ستضمن سداد الأصل والفائدة لأية إصدارات لسندات سيادية أردنية جديدة أما الثانية فهي تعني تجديد الثقة بالاقتصاد الأردني , وتقدير من مراكز صنع القرار في واشنطن لحجم التحديات الاقتصادية.
في الحسابات , الأثر الإيجابي لضمانات القروض يتفوق على السلبي , فالضمانات ستساعد الحكومة على طرح سندات في الأسواق الخارجية بمعايير التصنيف الائتماني لحكومة الولايات المتحدة الاميركية والتي تعتبر من أعلى التصنيفات، وهو ما لن يزيد جاذبية السندات الأردنية فقط بل سيقلل مخاطرها، بشكل أفضل كثيرا ما لو طرحت بضمانات محلية فقط بمعنى أن الأردن سيتجه للأسواق العالمية بثقل اقتصادي أميركي وكأن واشنطن هي التي ستطرح هذه السندات وليس عمان وهو ما سيدعم قدرة الأردن على الاستدانة من الأسواق العالمية بمعزل عن أية تصنيفات مخفضة ,
عدا عن الأثر الإضافي المعروف وهو التخفيف من مزاحمة الحكومة للقطاع الخاص في الحصول على السيولة المحلية المتاحة, ستحصل الحكومة على تمويل خارجي بأسعار فائدة أقل مما تحصل عليه من الأسواق المحلية وأقل مما ستحصل عليه لو أنها اقترضت بلا ضمانات،
يشار في هذا المجال إلى أن الضمانات التي قدمتها الولايات المتحدة للأردن العام الماضي خفضت نسبة الفائدة على سندات اليوروبوند بقيمة 1.250مليار دولار إلى 2.503% ولمدة سبع سنوات، وهي أقل كثيرا من أفضل سعر فائدة حصلت عليه من السوق المحلية.
أما في الجانب السلبي فإن المديونية الخارجية وهي بالعملة الأجنبية سترتفع بالرقم المطلق ما سيرتب ضغوطا إضافية على الاحتياطي مع إتمام عملية الإصدار واستحقاق سدادها إضافة الى أن الدين الخارجي الذي وصل إلى 2ر7 مليار دينار سيرتفع بنسبة 3ر17% على فرض أنها ستكون بنفس قيمة السندات الأولى بحجم 25ر1 مليار دولار بما يؤثر على نسبة الدين الخارجي الى الناتج المحلي الاجمالي وهي حاليا 30 % مع إصدار سندات جديدة، عدا عن عبئها كونها بالعملات الأجنبية.
بقي أن تضييق حاجة للاقتراض الخارجي لتغطية كلف متزايدة في أعباء الطاقة وتداعيات اللجوء السوري لن يتم إلا بتسريع إنجاز مشاريع توفر بدائل بأقل كلفة وفي مقدمتها ميناء الغاز والبدء باستيراده من مصادر أخرى غير المصدر المصري المتأرجح.
qadmaniisam@yahoo.com