حراك طلبة "التوجيهي" الخاسرين!



صخب وضجيج إعلاميّ سيطر على الآلاف من الأسر الأردنية التي كانت ترقب بحذر أولى جولات الثانوية العامة الدامية التي طغتّ عليها النكهة الأمنية والصلابة التربوية، والعنفوان الرسميّ الغير المعتاد، حتى أن الابتسامة غادرت محييّ بعض أولياء الأمور، فتبدّلت الأفراح إلى توتر مذموم، لأن الأردنيين لم يعهدوا يوماً أن تتحول مواكب أفراح طلبة التوجيهيّ، إلى مواكب المعذبين المنكسرين، فاختفت الأهازيج الشعبية التي اعتدنا أن يطلقوها في الشوارع والأسواق فرحاً بالانتصار، فتبدّلت الزوامير إلى عويل وبكاء.

قد يكون طلبتنا محقيّنا في حراكهم ضد الإجراءات الحكومية المتمثلة بوزارة التربية والتعليم، لأنهم فقدوا الثقة بمشروع الحكومة الإصلاحيّ، واعتقدوا أن إصلاح التعليم لم يعدّ أولوية قسوة للحكومة وأركانها التنفيذية، لأنها مازالت تئن بالكثير من الملفات الاقتصادية والسياسية العالقة، واعتقدوا أن طريقهم سيكون مزروعاً بالإجراءات المخففة والتسريبات المعتادة من قبل ضمائر مات فيها البعدّ الوطنيّ واستفاق فيهم البعد الماديّ ولو كانت نواتجهم إغراق جيلاً من الطلبة في بحار الجهل المتلاطمة.

فمن الطبيعيّ أن تكون الصدمة مشددة والمفاجئة مذهلة، لأنهم اعتادوا على استخدام المعينات والمنشطات التكنولوجية، والأساليب الاحترافية الورقية، لا بل يقدّم لهم الدعم اللوجستيّ وهم في قاعات الامتحان التدريسية، مقابل مبالغ مالية تخلّصم من المذاكرة والاجتهاد، وصناعة مجدهم التعليميّ بسواعدهم الفتية، وبأقلامهم التنويرية، وبحبات عرقهم الزكية.

فلم يعيدّ إحراق المدارس والاعتداء على المعلمين وقطع الطرق، أو الاتجاه إلى إشاعة الفوضى وتعطيل عمل المؤسسات، أو فقدان التوازن والتفكير بالانتحار ما خسرتموه من علامات فالذي يعيدكم هو التوكل على الله، والاعتماد على النفس وعدم إضاعة الوقت في البحث عن بدائل غير الكتاب المدرسيّ المعتمد ودعوات الأهل الطيبين.

فطوبى! لطلبتنا الأعزاء الذين اجتهدوا وثابروا وسهروا الليالي، وكافحوا من أجل الحصول على علامات مرتفعه لينظموا لحلقات العلم في الجامعات، ويرفدوا الوطن بكفاءات قادرة على العطاء والإنتاج، وتمثيل الوطن في الخارج خير تمثيل