سحب الوصاية ووادي عربه

عاطف عتمه
مخطئ ومخطئ جدا الاحتلال الاسرائيلي ، وليعتبر كلامي اخطار من كاتب مغمور ، ان فكر كنيسة الاحتلال المتطرف باستصدار قانون يرفع وصاية الاردن عن الاحتلال ، لان ذلك مرفوض جملة وتفصيلا لأسباب شكلية وموضوعية من شانها نسف عملية السلام برمتها لان الاردن يقف في موقف لا تردد فيه ان الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية تتبع للأردن قولا واحدا الى حين اعادتها لأصحابها الحقيقتين ، وان مؤسسة الكنيسة الصهيوني اليوم تلعب بالنار بل وتصب الزيت على النار وتدفع الى مزيد من عزلة الكيان الغاصب .
ان مؤشر ميول نواب ليبراليين او معتدلين او وطنيين من وزن رولا الحروب وبسام المناصير وامجد المسلماني وطارق خوري وخليل عطيه وعساف الشوبكي ومحمد القطاطشه ، الى توقيع مذكرات تصعيديه لإعادة النظر باتفاقية وادي عربه وإلغائها واتخاذ اجراءات دبلوماسية تتمثل بسحب السفير الاردني وطرد نظيره الاسرائيلي تعد خطوات شديدة الخطورة من شانها تعكير الاجواء وشحنها وتهيئتها الى مزيد من العنف والفوضى والانتقال الى خيارات حمامات العنف والدم والخيارات العسكرية من جديد وقد مضى على الشروع في كذبة السلام عقدين ونيف من الزمان ولم تتقدم المفاوضات خطوة واحدة اذ استمر الاستيطان ولم ترى الدولة الفلسطينية النور بعد واستمر الاستيطان في نهجه وتطرفه مقابل موقف امريكي هزيل يتبنى مقترحات اسرائيلية في حصاد جولات كيري العديدة فتمخضت لتلد فارا عفنا باتفاق اطار يعني جدولة حلول مجدولة ما يزيد عن خمسة عشر عاما جديدة لتتجنب الادارة الامريكية راعية السلام لعدم الضغط ومواجهة التعنت الاسرائليلي .
مطالبات هذه الفئة من النواب وهم ليسوا اسلاميين ينذر نذير شؤم في ان النتائج على المنطقة ستكون اكبر من قتامية وستحصد اسرائيل الفشل لان فرصة السلام ستصبح ضائعة لان باب عملية السلام الوجيد الذي لا زال مفتوحا من جهة واحدة فقط هو الاردن والذي لا زال يقاتل اليوم على عدة جبهات من خلال جولات الملك ومنها الجارية في واشنطن واتصالاته المكثفة مع اعضاء الكونغرس دفعا باتجاه تأسيس الدولة الفلسطينية المصلحة لكل الاطراف .
خطوة الكنيست طعنة عميقة للأردن وعملية السلام برمتها ولن تبقي احدا في صف الاعتدال ولو من نواب عقلانيين من مثل من ذكرت وستجعل الجميع يصطفون في الانحياز الى خانة ممن يؤمنون بعدم توفر شريك مقنع للسلام كما ان دولا من مثل الاتحاد الاوروبي وقد اتخذت قرارا متقدما مسبقا بعدم استقبال بضائع الاستيطان يتفكر مليا في قرارات اخرى فالظروف الدولية تتغير .