عذرا وطني


عذراً نتائج التوجيهي فلستِ أنتِ من أثار غضبي بل غيرتي على وطني كانت اكبر بكثير فمعلمي غرس حبك في قلبي أكثر من أي شيء آخر. يؤلمني جداً الإضمحلال الذي أصاب التعليم والذي أشار له وزير التربية والتعليم ( سعادة محمد الذنيبات) بكل شفافية وصدق وهذا أساس الديموقراطية التي يتسم بها وطني.
وزيرنا الكريم لقد وضعت يدك على جرحِ لا يندمل لقلوب صامته لأولياء أمور نزفت الكثير لقسوة الواقع الحالي لمعلمي المدارس الذين أضاعوا هيبتهم بأيديهم، فعندما وضعت وزارة التربية والتعليم المناهج على يد الخبراء وقدّرت أن كل حصة تحتاج لـ ستون دقيقة فلم تكن عبثاً فعندما يدخل معلم المدرسة لهذه الحصة ويقضي ربع الساعة بشرح وأجوبة وضعتها له الوزارة داخل دليل المعلم ويقضي بقية الحصة يتحدث عن حياته الشخصية اليومية وعلاقته مع زملائه وجيرانه أو شرح الوضع السياسي في الوطن ويزرع أراء حزبه الذي يعارض سياسة وزارات البلد، ومعلم يطلب من طلابه شراء دوسية لمعلم آخر لمساعدته في تنمية مهاراته الدراسية، وتعيين معلم خريج من الجيل الأمي الذي أشار إليه سعادة الوزير بلقائه أم مدرّس اللغة العربية الذي يُسهم بالأخطاء الإملائية أم مدرّس يعاقب ولي أمر يُبدى رأيه برسوب إبنه في المادة. ورُغم سعي الوزارة بعقد دورات تأهيلية للمعلمين الإ أن المعلم يرى بها فرصة ذهبية للهروب من إعطاء الحصة الدراسية للطالب.
تساؤلاتي تحوم حول هل يًسمح لنا معاقبة الطالب على ذنوبنا كأولياء أمور بسوء إختيار المدرسة التي تتناسب مع ظروفنا المادية أم ذنوب الوزارة بعدم متابعة المعلم بالشكل المطلوب ومعاقبته على مخالفاته فقد حضرت عدة حصص دراسية لبناتي وفوجئت بقدرة المعلم بمثابرته لإخفاء واقع الحصص اليومي وأستغرب إخلاص مشرفي الوزارة الذي يتحول إلى سراب عند كتابة تقريره في الحصة التي أشرف عليها.
أعتقد سعادة الوزير حسب رأيي الشخصي بأن الإصلاح يبدأ من السبب الأساسي وليس الثانوي فلو عقدنا إمتحان كفاءة لمعلم الطالب الامي أو فتحنا صفوف محو الأمية لهم أوحتى وضعنا كاميرات مراقبة بدلاً من الحواسيب التي لا يستطيع الطالب إستخدامها داخل المدرسة ويُطبّق درس الحاسوب بمنزله نُعطي الفرصة للمعلم أن يكون نفسه ويهاب الطالب من إضاعة الوقت بالحديث مع زميله ويُجبره على الإلتزام بالإحترام والعمل الجدّي على بناء مستقبله بالشكل الذي نسعى إليه.
عذراً وطني إنني أرى الكثير ولكني لا أسمع سوى صدى صوتي يصرخ ليوقظ ضمائر ماتت من شدة قسوتها.