محمد سمحان: الشاعر هشام عودة يمتلك صوتا شعريا يميزه عن الآخرين
عمان - قال الشاعر والناقد محمد سمحان إن جميع النصوص التي قرأها الشاعر هشام عودة جاءت عامرة بالوزن والإيقاع والموسيقى, والصور والأشكال, بمختلف ألوانها وتراكيبها الحسية وغير الحسية, ومرصعة بالمجازات المبتكرة وغير المكرورة, مما يدل على امتلاك الشاعر لصوته الذي يميزه عن الآخرين, فلا نجد في شعره صدى لأصوات من سبقه أو عاصره من الشعراء.
وأضاف سمحان في ورقة نقدية قدمها مساء السبت في رابطة الكتاب الأردنيين تناولت تجربة الزميل هشام عودة الشعرية أن جميع نصوصه جاءت على نمط التفعيلة, لتعطيه مساحة أكبر وأفقا أوسع, لرسم صوره المفردة أو المركبة في بعض الأحيان, كما حاولَتْ أن تمسك بزمام القافية في كثير منها, باستثناء نص واحد, جاء على شكل قصيدة البيت بصدره وعجزه, وتفاعيله وعروضه وقافيته, وحتى هذا النص, جاء بلغة تنم عن قدرات لغوية ونحوية وعروضية, وبصور ومجازات أبعدته عن المباشرة والتقريرية والخطابية, بعد أن وشاه بكثير من الصور, التي رصعها بلآلئ المجاز, ومزجها بثنائية المرأة والقضية, التي راوحت وتأرجحت نصوص هشام بينهما.
وأضاف سمحان أما الجسور والمعابر والروابط, التي يجتهد الشاعر لإنشائها لتخدم غرضه, بحميمية التواصل مع المتلقي, من خلال البحث عن المشترك والعام بينهما, فقد أجاد هشام في توظيفها باتكائه على النصوص المقدسة, كرموز أو أحداث أو حكايات, تحيلنا إلى الكتب المقدسة, والأنبياء كموسى وعصاه, أو يوسف وقميصه وغيرهما, كما تمثل ببعض فواتح سور القران في بعض الأحيان.
وخلص الشاعر والناقد محمد سمحان إلى القول إننا نقف أمام تجربة شعرية ناجحة, وشاعر متمكن من أدواته, استطاع أن يوصل تجاربه الشعرية إلى المتلقي بنجاح, من خلال سلامة لغته ونحوها وصرفها, وإدراكه لأهمية فنون البلاغة غير المصطنعة, أو المحشوة أو المتقصدة, ووشت عن شاعر يتمتع بثراء في قاموسه الشعري, وبخيال باذخ وخلاق, ساعده في رسم الصورة وابتكارالمجاز، وقد ذهب سمحان إلى الاستشهاد بعدد من نصوص الزميل الشاعر هشام عودة اتأكيد الأقوال التي قدمها في ورقته.
وكان الزميل الشاعر هشام عودة قرأ عددا من قصائده ومقطوعاته الشعرية، التي كانت في معظمها قصائد غزل، ليختتم الأمسية بقصيدتين أهداهما لبغداد، وسط احتفاء الجمهور وتفاعله مع القصائد.
الأمسية التي نظمتها لجنة الشعر في رابطة الكتاب قدمها وأدارها الشاعر والفنان التشكيلي محمد خضير الذي أشاد بتجربة الزميل الشاعر هشام عودة، وحضرها جمهور من الشعراء والمهتمين.