مساجدنا تبكي والى الله تشتكي


المساجد بيوت الله ، ولها خصوصيات تميزها عن غيرها ، ومساجدنا في المملكة لها واقع مرير جداً ، ووزارة الأوقاف تبحث عن عن الحل فلا تجده ، وتزداد المشكلة يوماً بعد يوم ، وعاماً بعد عام ، تطرح الحلول النظرية والكلامية أن الحل قريب ، لكن لا نرى إلا زيادة في المشكلة ، نقص عام في مساجد المملكة من مؤذنيين وأئمة وخطباء ، مما يسبب ارباكاً للمصلين وقلة خدمة بيوت الله وعدم الاهتمام بنظافتها وترك اطفاء مرافقها ، وما يتبع ذلك من اخلال لإتمام شعائر الصلاة وضعف خطبة الجمعة، فنستمع لخطب ميتة بلا روح وبلا معنى وبلا فائدة لا يستفيد المصلي منها بشيء ، بعيدة عن اهتمامات المصلين وهموم المجتمع ، وعندما تسمع عن أعداد المساجد في المملكة فهي تزيد على 5700مسجد انها سعادة تدل على اهتمام المجتمع ببناء بيوت الله تعالى خصوصاً ان معظمها قد بنيت على حساب محسنيين،وجمع لها من خيرين من أبناء البلد الطيب، لكن المفاجأة عندما يصرح معالي الوزيرأن نقص الائمة حوالي 3000 آلاف امام ثم يتمنى أنه لو كان لدينا ائمة مؤهلون شرعياً أو يحملون مؤهلات شرعية وطبعاً لهم الاولوية في التعيين . 

اذن أين خريجي كليات الشريعة في الاردن والتي يتجاوز عددها الثماني كليات ؟ 

ثم يوضح مدير شؤون الموظفين في وزارة الاوقاف في وقت سابق بأن المشكلة تكمن في رفض الكثير من المؤهلين للعمل وكأئمة وأما احد مدراء الاوقاف فيعزو النقص الحاصل في المساجد سببه الحقيقي نقص المخصصات في وزارة الاوقاف لتعيين ائمة .
اما وزير الاوقاف ففي رأيه المشكلة ستحل قريباً ، أما الحلول فهي : استقدام خمسين مصرياً اماماً كل عام ، وكذلك مخاطبة الجامعة الاردنية لفتح تخصص امامة وخطابة ثم التعيين مفتوح على نظام الفرض الواحد للصلاوات الجهرية لمن يحملون شهادات شرعية ويعملون في وظائف أخرى بمكافأة 90 دينارا !
أليس لدينا شباب متدين يحمل شهادات الشريعة ويحفظ القران ويتمنى خدمة بيوت الرحمن ، ألا نرى ان استقدام 50 اماماً في كل عام في نقص يزيد على ثلاثة آلاف ويزداد العدد كل عام عن المائة مسجد فهذا لا يحل من المشكلة وإنما هو كلام !
ألا ندرك ان الجامعة الاردنية ان فتحت تخصص امامة وخطابة هذا العام فسيتخرج الطلبة بعد اربع سنوات ، فهل ننتظر تلك السنوات والمساجد هكذا بهذه الحال ؟ ألا تكفي الاقوال ونحن بحاجة الى أفعال .
ان اصل المشكلة الحقيقي عزوف كثير من المؤهلين عن الاتجاه لوزارة الاوقاف وان فكرة الاستقدام جاءت بسبب تدني الرواتب فكيف تكفي 300 دينار لمن يعيل عدة افراد ، واستقدام 50 امام كل عام سيحل فقط مشكلة احد الالوية في المملكة ! فهذا صندوق الدعوة يعطي مكافأة 190 دينارا بشرط عدم العمل بوظيفة اخرى فكيف يستطيع التفرغ لخدمة بيوت الله ، وان مكافأة 90 دينار لحملة الشهادات الشرعية على نظام الفرض الواحد ( الصلاوات الجهرية ) لا يغادر الامام المسجد تلك الصلاوات وله بكل صلاة دينار !
أين تثبيت تعيين المتقاعدين العسكريين ( المكرمة الملكية ) يزيد عددهم عن00 5 امام ومؤذن وبعضهم تجاوز الخمس سنوات براتب لا يزيد على 160 دينار .
لماذا لا يكون هناك برامج ودورات تأهيل ليسدوا مكان الائمة حال غيابهم؟ اين دورات الخطابة للخطباء من أجل الارتقاء بخطبة الجمعة، وتوجيه الناس لحل مشاكلهم وهمومهم ام هي فقط دورات للائمة لمعرفة أهمية وكيفية تنظيم النسل !
يصرح أحد وزراء الاوقاف السابقين أن اكثر من نصف الائمة في المملكة وغير مؤهلين للقيام بدور الامامة والوعظ فلماذا لا نعترف بهذا ؟
اليس من العدل ان يتحمل وزراء الأوقاف السابقون مشكلة تردي وسوء أوضاع المساجد وما تعانيه من نقص وإهمال وترهل وتهميش ، حتى القنوات الفضائية تتحدث عن المشكلة وتعد لها تقارير خاصة ، يجب علينا ان نعترف ان المشكلة تكمن في ضعف الرواتب للقائمين عليها ، وقلة عقد الدورات التأهيلية ،عندها لسنا بحاجة لاستقدام غير الاردنيين لمنافسة ابناءنا على الوظائف ، المشكلة تحتاج لوقفة صادقة من المسؤلين ، ما المانع من اجتماع طارئ لمجلس الوزراء من أجل مناقشة هذه الازمة الخطيرة وإيجاد الحلول الجذرية السريعة حتى لا تترك بيوت الله فهي في كل لحظة تبكي والى الله تشتكي فحسبنا الله ونعم الوكيل .

د. ماجد حامد العليمات
Majed.olemat@yahoo.com