لا نكتب بغرض الإصلاح فحسب، بل لنرحمهم من عذاب جهنم

لا نكتب بغرض الإصلاح فحسب، بل لنرحمهم من عذاب جهنم

 

بقلم: شفيق الدويك

 

عندما نتفرغ لكتابة خاطرة أو مقال إستنادا الى علمنا و خبراتنا و مطالعاتنا أو مشاهداتنا أو تقصّينا أو مواكباتنا فإننا، و بخلاف غيرنا المعروفين لمعظم الناس، فإن أجندتنا تتضمن في الأساس كل ما من شأنه (تعزيز جبهتنا الداخلية و محاربة الإستقواء على الوطن و وأد الفتن) و (الإصلاح)  و (الرغبة) في نقل معرفتنا، علمنا، خبراتنا، وجهات نظرنا تجاه مظاهر أو مسائل معينة و عدم تخزينها أو إكتنازها، و قبل ذلك كله فعل الخير أي رحمة المفلسين أصحاب السلوك غير السوي أينما كانت مواقعهم في القطاعين العام و الخاص ،و لجم تماديهم في أكل حقوق العباد و تعذيب الناس نفسيا أو جسديا و تشويه صورة الوطن.

 

يدرك المطلع بأن المدافعين عن حقوق الوطن و المواطن من الكتاب غير المتحيزين الاّ للحق يقومون بدور نائب الوطن الغيور عليه، و على المصلحة العامة، و الداعم لولي الأمر ( وهذا واجب شرعي) ،و الذي يُغلّب مصلحة الوطن على كل الحسابات.

 

فعندما قدمنا سلسلة مقالات " الله يستر يا خالتي"، و طالبنا و منذ مدة طويلة بتحسين رواتب المعلمين و أوضاعهم، و محاربة الفقر و البطالة و رفع الحد الأدنى للأجور الى 300 دينار أردني، و علاج ظاهرة العنوسة المقيتة، و الإلتفات الى مسألة تجميد الموظف من حيث الراتب و الرتبة أو الإستغناء عن خدمات الموظفين بحجة إعادة الهيكلة المصطنعة الكاذبة، و ضرورة إلتزام المؤسسات بالمسارات الوظيفية، و التعيينات التي تتأخر بدون وجه حق من قبل ديوان الخدمة المدنية، و التدخل لوقف التعامل الفوقي من قبل من مكنهم ظرفهم من تولي مناصب عُليا في القطاعين العام و الخاص ( خصوصا القادمين للمؤسسات بالبراشوت) و كأنها العلاقة بين السيد و العبد، و ضرورة توريث الأنثى وفق شرع الله، و التمسك بثقافتنا العربية و التصدي لتسونامي الثقافات المسخة، و غير ذلك من مظاهر و علل، كنا نؤدي واجبنا تجاه لزوم ترك بصمة مؤثرة في الحياة الدنيا قد تنجينا (جميعنا) من عذاب الآخرة.

 

فقرة أخيرة قد تكون للدعابة مع الفائدة أو غيرها، و هي تصف أمرا واقعيا قد حصل معي أثناء كتابة هذا المقال و هي متعلقة بالبطالة  : يقولون أن هناك معدل بطالة مرتفع في الوطن. المثير أن الكهربائي و فني السباكة و فني الستالايت و حتى النجار و عامل البناء و الميكانيكي (الذين أتعامل معهم) نتصل بهم أكثر من مرة و على مدار ثلاثة أو أربعة أيام بغرض الصيانة المنزلية و صيانة السيارة ، و جميعهم يعتذروا عن الحضور بسبب الورشات و الأعمال التي بين أيديهم. السؤال هنا هو: من نصدق الأرقام التي يتداولها الناس أم أحاديث المتقاعسين عن العمل أم سجل هاتفي المحمول ؟ لست أدري.

 

أقول للعاطلين عن العمل: " تدربوا مع معلم سباكة أو معلم كهرباء أو معلم ميكانيك ما دامت مثل تلك المهن تدر دخلا كافيا لإخراج المرء من عداد العاطلين عن العمل بعد أن تتمكنوا من محاربة ثقافة العيب من جذورها بسواعدكم بعد عقولكم ، و ركزوا على جودة أعمالكم، و احرصوا على الرد على هاتفي لكي أعطي إسمكم و رقم هاتفكم لكل معارفي و هم كثر !!!