تأخير نتائج «التوجيهي».. الأسباب الحقيقية
لا تعجبني السخرية من العبارة الهادفة التي أطلقها معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات عند ما قال بما معناه: "سينجح الناجح".
تصوُّري أن الرجل قصد تماما المعنى على أساس أن من يستحق النجاح في الثانوية العامة هو الذي سينجح في المحصلة.
دلالة ذلك واضحة سياسيا، فالوزير المختص يريد أن يلتزم علنًا بعدم "رفع العلامات" بقرار سياسي لأي سبب.
في الماضي سمعنا قصصًا عن رفع وتخفيض العلامات بموجبات سياسية، لكن تأخير إعلان النتائج عن الموعد الذي حددته أصًلا سابقًا وزارة التربية والتعليم يوحي ضمنًا بشيء مريب يحدث خلف الكواليس.
لا أعرف سببًا من أي نوع يدفع لتأجيل إعلان نتائج امتحانات مستعد لها الجميع ومنذ العام الماضي.
نقف مع الوزير في عدم تسييس النتائج مهما كانت وفي التخفيف من حدة العلامات الكبيرة التي يحصل عليها بعضهم بالغش والتسريب والافلات من الرقابة. لكن نخشى من أن يكون سبب التأخير في اعلان النتائج هو ترتيبات ما خلف الستارة من ضمنها رفع أو تخفيض النسب لأسباب سياسية تماما. فالوزير قال عبارة واضحة بالقياس لكن التأخير يدفع المخيلة الشعبية لكل التخيلات.
العشرات من القرارات الحكومية والرسمية زيفت الحقائق وزورت الوقائع في الماضي تحت عنوان التراخي حفاظًا على "التوازن الإجتماعي" بما في ذلك قرارات اقتصادية ومالية وأمنية. هذه السياسة البائسة في ترك كل الأسس والاعتبارات القانونية لمصلحة كذبة اسمها التوازن الاجتماعي أوصلتنا لما نحن فيه الآن من فوضى اجتماعية وانفلات أمني وسلوكات يومية ضد سلطة القانون وهيبة الدولة.
لا نريد سياسات خطأ بذريعة الأمن الاجتماعي فالاخير يتحقق فقط من التزام الحكومة الحرفي بالقانون والالتزام بالقانون حصريًا هو الذي يقود لسياسات انصاف وعدالة من المرجح أن يقبلها المجتمع إذا آمن بعدالتها.
نطالب وزير التربية والتعليم بان لا يُنقص او يَزيد علامة واحدة على نتائج اولادنا.. نريدها كما هي بصورة محددة من دون زيادة او نقصان.. نحترم اجراءات الوزير، لكن نشك في أن يستطيع فعلًا لا قولًا منحنا مثل هذا الالتزام على أرض الواقع، وندعوه أن يصارح الشعب بالأسباب الحقيقية التي تدفعه لتأجيل الاعلان عن النتائج. بامكان الأخ الوزير الذي لا نشك بنواياه الوطنية والمهنية ان يستعين بنا نحن في الشارع في المواجهة التي تدور حول الكواليس في هذين اليومين وعليه أن يوضح الأسباب الحقيقية لتأخير النتائج والّا قد نفعل نحن.