حدث معي في عيد الحبّ

المشهد الأول :
تحمّمتُ ..لبستُ الملابس الوحيدة ..غطيتُ الشنكل المقطوع في البنطلون بوضع القميص من فوق ..لبستُ كندرة ( التشخيصة) التي ترافقني منذ أكثر من خمس سنوات ..وخرجتُ..
المشهد الثاني:
جلستُ في المقعد القريب من الشارع في الحديقة العامة ..بيدي وردة حمراء ..أتأمل الوردة مرات كثيرة و أسرح في عالم الحب مثل المراهقين ..ومرّات أخرى أنظر بكثرة على ساعة الموبايل ..بل أتفقده بشكل مقرف ..! لو أعلم لها رقماً لرنيتُ عليها الآن ..!
أراقب الطريق من كل الجهات ..قد تأتي من هنا ..أو من هنا ..قد تخرج لي من بين شجرتين ..أو قد تأتيني من الخلف و تضع يديها الباردتين مثل وجهها على عيوني و تقول لي بدلع غانج : أنا ميييييييييييييين ...؟؟!
لكنها لم تأت للآن ..!
المشهد الثالث :
رأيتُ رجلاً وقوراً يلبس بدلة كلاسيكية ..ويمشي كأنه طاووس لا يأبه بأحد ..تقدّمتُ نحوه ..: يا عم ..يا عم ..! التفت إليّ وبعد أن أكلني من فوق لتحت بنظرة واحدة ..قال لي بتقزّز : بطّلوا هالعادة ..؟ قلت له : أنا مش منهم يا عم ..بس بدّي أسألك عنها : شُفتها ..؟؟..ضحك كمن يقرش سكّراً : آه عرفتك ..بعدك بتدوّر عليها ..؟؟ لا ما شفتها ..! وتركني وهو يلف رقبته باتجاهي و يضحك ..
المشهد الرابع :
بعد مرارة بحث طويلة ..و توقيف هذا و سؤال هذه ..عدتُ لمقعدي في الحديقة ..وضعتُ رأسي بين يدي و أنا أنظر ذليلاً إلى الأرض ..فما موقفي الآن مع ( قبيلة العشّاق ) ..خرجتُ من سرحاني على صوت مزّة تقول لي : عمو عمو ..! رفعتُ رأسي ..رأيتُ صبيّة بعمر الحرارة و الاندهاش ..قالت لي و عيونها تغطيها الأحزان : بتسلّم عليك و بتقولّك : كمان هاي السنة ما بتقدر تيجي ..الظروف الدوليّة مانعتها وبتشتغل ضدها ..وبتقولك إلا ما ييجي يوم و تيجي ..!!