العرب يتآمرون أيضا على ولاية الأردن
في بيتي هنا، قطعتان من منبر صلاح الدين الايوبي في المسجد الاقصى، والاولى قطعة من خشب الجوز المطعّم بالصدف، على شكل نجمة ثنائية الاطراف، والثانية قطعة من خشب الجوز على شكل نجمة ثمانية، آخّاذة وباهرة ايضا.
عينا التركي العجوز والملتحي الذي كان احد مجموعة فنية شاركت في بناء منبر صلاح الدين الايوبي في السلط، بدلا عن الذي تم حرقه، لا تغيبان عن بالي ابداً.
استذكره وقد كنت واقفا امامه اتأمل الاف القطع التي تم تجهيزها لتركيبها في المنبر قبل سنين، وهو يمد يده ويقدم لي القطعتين هدية خالصة لوجه الله، مبررا ذلك بأنه شاهد الاسى الشديد على وجهي، ناقلا بقلم رصاص رقم القطعتين، ليعيد تصنيعهما لاحقا.
ذات التركي لو عاد اليوم، لشاهد الاسى يشتد على وجهي ووجوه كثيرين، امام الاخطار التي تهدد الاقصى، فلا تكون نجمتاه الرائعتان، بديلا عن القدس، ولا عن المسجد الحزين.
هنا في عمان تتفجر قصة مناقشة الكنيست للولاية الاردنية على الاقصى، وهذه المناقشة غير غريبة ابدا، لان اسرائيل لن تقبل الذهاب الى حل نهائي للقضية الفلسطينية، مالم تحقق اربع غايات اولا وقبل اي شيء آخر، وبعض الغايات يناقض اخرى، ظاهراً.
اول هذه الغايات استعمال ورقة الاقصى تفاوضيا، من اجل فرض مزيد من الضغوط على الاردن وعلى الفلسطينيين، عبر التهديد بنزع الولاية، ونقل الولاية الى الاسرائيليين.
ثاني هذه الغايات، تحقيق الامر الواقع، بحيث يتم تقاسم الحرم القدسي، والفوز بحصة المتطرفين سياسيا وقانونيا، ونزع هذه الولاية يعني سيطرة اسرائيل على كل الموقع، وفتحه للمتطرفين لزيارته او اقامة اي مبنى فيه، وجعل التقاسم حقيقة قبل اي حل نهائي.
ثالث الغايات، التهيئة السياسية للمتطرفين من اجل هدم المسجد الاقصى لاحقا، ومعروف هنا ان كل فكرة اسرائيل التوراتية قائمة على هيكل سليمان، ولا قيمة لاسرائيل توراتيا بدون الهيكل، اي ان حسم ملف الاقصى اهم شيء بالنسبة للمشروع الصهيوني، وهذا حسم تتكامل فيه ارادة المشرّع الاسرائيلي واعمال السياسيين، مع تهديدات المتطرفين.
رابع هذه الغايات تفجير عملية السلام كخط مواز لاحتمال الوصول لحل نهائي، اذا كان جائرا بالنسبة لهم، وعلى الرغم من تناقض هذا الاحتمال مع الغاية الاولى، الا انه يجري توظيف المسجد لغايات متعددة، ما بين الضغط على الاردن والفلسطينيين، وما بين توظيف ذات الورقة، كأداة نسف لاي حل سلمي، في ظل الحاجة المحتملة لذلك.
الامتنان للاردن على رعايته للاقصى، لاسقف له، ولولا هذا البلد وعلاقاته، لتعرض الاقصى الى ما لا يحمد عقباه خلال السنين الفائتة، ولتعرض اهل فلسطين ايضا الى خنق كامل.
لكننا بالمقابل حذرنا مرارا من توظيفات الولاية الدينية للاردن على القدس، بحيث تتحول لاحقا، الى فاتورة لتحميل المسؤولية للاردن وحيدا من بين كل العرب والمسلمين.
يمشي الاردن على حبل مشدود، اذ سعت اطراف عربية سابقا لمناكفة الاردن مرتين في قمتين عربيتين، وسعت لنزع الولاية الدينية من يد الاردن من باب تصغير الاردن، والمفارقة ان اسرائيل تريد ذات الغاية اليوم، لاعتبارات اخرى، ولربما السؤال، يتجلى:لمصلحة من كانت تلك الدول العربية تريد نزع الولاية من يد الاردن؟!.
اليوم، نحذر بصوت مرتفع، مما ستفعله اسرائيل، فهذا مقدمة لرفع الحماية القانونية والسياسية، ويعني فتح الباب لهدم المسجد او تقاسم الحرم القدسي، والاردن امام معادلته الصعبة مطالب بالتحرك والتدخل، دون ان يتخلى عن ولايته، لكن عليه ان يدعو العرب والمسلمين في العالم لتحمل مسؤوليتهم، حتى لايفروا من المسؤولية، ويتركوا الحرم القدسي لمصيره المؤلم، فيما عنق الاردن جاهز لتحميله كل انواع الاتهامات بالمسؤولية.
كل ما نخشاه ان يتحول المسجد الاقصى الى مجرد ذكرى ذات يوم، فنأخذ عوضا عنه قطعة ثالثة من الخشب، ونقول لزوار بيوتنا، ضاع المسجد الاقصى، وبقي لدينا هذه القطعة فقط!.
عينا التركي العجوز والملتحي الذي كان احد مجموعة فنية شاركت في بناء منبر صلاح الدين الايوبي في السلط، بدلا عن الذي تم حرقه، لا تغيبان عن بالي ابداً.
استذكره وقد كنت واقفا امامه اتأمل الاف القطع التي تم تجهيزها لتركيبها في المنبر قبل سنين، وهو يمد يده ويقدم لي القطعتين هدية خالصة لوجه الله، مبررا ذلك بأنه شاهد الاسى الشديد على وجهي، ناقلا بقلم رصاص رقم القطعتين، ليعيد تصنيعهما لاحقا.
ذات التركي لو عاد اليوم، لشاهد الاسى يشتد على وجهي ووجوه كثيرين، امام الاخطار التي تهدد الاقصى، فلا تكون نجمتاه الرائعتان، بديلا عن القدس، ولا عن المسجد الحزين.
هنا في عمان تتفجر قصة مناقشة الكنيست للولاية الاردنية على الاقصى، وهذه المناقشة غير غريبة ابدا، لان اسرائيل لن تقبل الذهاب الى حل نهائي للقضية الفلسطينية، مالم تحقق اربع غايات اولا وقبل اي شيء آخر، وبعض الغايات يناقض اخرى، ظاهراً.
اول هذه الغايات استعمال ورقة الاقصى تفاوضيا، من اجل فرض مزيد من الضغوط على الاردن وعلى الفلسطينيين، عبر التهديد بنزع الولاية، ونقل الولاية الى الاسرائيليين.
ثاني هذه الغايات، تحقيق الامر الواقع، بحيث يتم تقاسم الحرم القدسي، والفوز بحصة المتطرفين سياسيا وقانونيا، ونزع هذه الولاية يعني سيطرة اسرائيل على كل الموقع، وفتحه للمتطرفين لزيارته او اقامة اي مبنى فيه، وجعل التقاسم حقيقة قبل اي حل نهائي.
ثالث الغايات، التهيئة السياسية للمتطرفين من اجل هدم المسجد الاقصى لاحقا، ومعروف هنا ان كل فكرة اسرائيل التوراتية قائمة على هيكل سليمان، ولا قيمة لاسرائيل توراتيا بدون الهيكل، اي ان حسم ملف الاقصى اهم شيء بالنسبة للمشروع الصهيوني، وهذا حسم تتكامل فيه ارادة المشرّع الاسرائيلي واعمال السياسيين، مع تهديدات المتطرفين.
رابع هذه الغايات تفجير عملية السلام كخط مواز لاحتمال الوصول لحل نهائي، اذا كان جائرا بالنسبة لهم، وعلى الرغم من تناقض هذا الاحتمال مع الغاية الاولى، الا انه يجري توظيف المسجد لغايات متعددة، ما بين الضغط على الاردن والفلسطينيين، وما بين توظيف ذات الورقة، كأداة نسف لاي حل سلمي، في ظل الحاجة المحتملة لذلك.
الامتنان للاردن على رعايته للاقصى، لاسقف له، ولولا هذا البلد وعلاقاته، لتعرض الاقصى الى ما لا يحمد عقباه خلال السنين الفائتة، ولتعرض اهل فلسطين ايضا الى خنق كامل.
لكننا بالمقابل حذرنا مرارا من توظيفات الولاية الدينية للاردن على القدس، بحيث تتحول لاحقا، الى فاتورة لتحميل المسؤولية للاردن وحيدا من بين كل العرب والمسلمين.
يمشي الاردن على حبل مشدود، اذ سعت اطراف عربية سابقا لمناكفة الاردن مرتين في قمتين عربيتين، وسعت لنزع الولاية الدينية من يد الاردن من باب تصغير الاردن، والمفارقة ان اسرائيل تريد ذات الغاية اليوم، لاعتبارات اخرى، ولربما السؤال، يتجلى:لمصلحة من كانت تلك الدول العربية تريد نزع الولاية من يد الاردن؟!.
اليوم، نحذر بصوت مرتفع، مما ستفعله اسرائيل، فهذا مقدمة لرفع الحماية القانونية والسياسية، ويعني فتح الباب لهدم المسجد او تقاسم الحرم القدسي، والاردن امام معادلته الصعبة مطالب بالتحرك والتدخل، دون ان يتخلى عن ولايته، لكن عليه ان يدعو العرب والمسلمين في العالم لتحمل مسؤوليتهم، حتى لايفروا من المسؤولية، ويتركوا الحرم القدسي لمصيره المؤلم، فيما عنق الاردن جاهز لتحميله كل انواع الاتهامات بالمسؤولية.
كل ما نخشاه ان يتحول المسجد الاقصى الى مجرد ذكرى ذات يوم، فنأخذ عوضا عنه قطعة ثالثة من الخشب، ونقول لزوار بيوتنا، ضاع المسجد الاقصى، وبقي لدينا هذه القطعة فقط!.