كذب الزعماء ولو صرّحوا
إحنا مش زي تونس ومصر
يعني إحنا زي مين زي امريكا.......مثلا
هكذا يُصرح المسؤولين في الدول العربيه التي يهبُ فيها الشعب وفي مقدمتهم الشباب من اجل التغيير فقد سمعناها في اليمن والجزائر والبحرين وليبيا وقبل ذلك سمعناها في مصر .
لغويا هم صادقون فلا بد ان تختلف الظروف والمكنوات من بلد لآخر ولكن ليس ذلك ما يقصدونه بل يقصدون انهم معصومون عن التغيير كغيرهم ولكنهم لا يريدون ان يقتنعوا ان المد الثوري للشعوب والشباب كالطوفان يأخذ كل الفاسدين في طريقه بحيث لا يكون هناك وقت امام الفاسدين ليرتبوا أمورهم المالية أو الهروب والسفر أو حتى لوداع ابنائهم
فعلى الدول التي لم يتململ بعد فيها الشباب أن ينتبه الفاسدون أو الحراميه فيها وهم يعرفون انفسهم ان امامهم طريقين إما ان يذهبوا طوعا للسلطات وتسليم ما سلبوه بغير حق ويقدموا استقالاتهم إذا كانوا عُيًنوا بغير حق .
امَا بالنسبة لحكام تلك الدول فعليهم ان يُسارعوا بالتغيير الحقيقي في البلد بنية صادقه حيث يستطيع الحاكم من خلال اجتماعه مع مدير مخابراته واركان جيشه وشرطته وبشكل سري ودفعة واحده إعتقال الفاسدين والمتورطين وحتى المشتبه بهم بالفساد كما فعل السادات ايام مراكز القوى كما على الحاكم ان يتخذ إجراءت فوريه لتكريس الديموقراطيه والحريه ولو إضطرأن يغير الحكومه ويحل المجالس التشريعيه .
إن الشعوب لا تعارض الحاكم النظيف او الذي ينوي التغيير نحو النزاهة ويشعر المواطن بهذا التغيير ويكون بذلك قد انقذ البلد من ثورة يكون وقودها شهداء وجرحى ودمار وفي النهاية سينتصر الشعب والشباب لإنهم تحرروا من عقدة الخوف .
وقد رأينا الرئيس اليمني يقول بأن الرئاسه مغرم وليس مغنم وأنه زهق الرئاسه وقبل ذلك اعلن انه لن يترشح لدورة جديده ولن يُرشح ولده ولكن ذلك بعد أن إستفحل الاحتجاج وسقط شهداء وانه أبقى على الفاسدين في الحكم أي أن تصريحاته نابعه من ضغوط عليه وليس بنيّة خالصه للتغيير .
ولماذا حول بعض الرؤساء الحكم الجمهوري إلى حكم وراثي وأبدي .
لقد آن للحكام أن يتوقفوا عن مماطلة الشعوب وإستسخافها وإهمالها وألإستخفاف بها لأن خلفهم شباب لا يخافون جبروتهم وهم في المقدمه للتمرد على هؤلاء الحكام حتى وإن تطابقت أهدافهم مع المطالبات ألأجنبيه وبعضها دول معادية ولكن هذا لا يُنقص من وطنية اهدافهم شيئا .
وقد ملّ الناس من كذب الحكام ومداراتهم للفساد والفاسدين ونهب ثروات البلد حتى آثاره ومياهه ونفطه اولم يكن الرسول الكريم (ص) قدوة لنا عندما تُوفي ولم يكن لديه شيئ وإن وجد ذهب صدقة وكذلك الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم وحتى زعماء الدول الأوروبيه بعضهم تنتهي ولايته ولا يكون عنده بيت يأويه أوسياره يستعملها كفانا مهزلة فالوطن للجميع ليحميه .
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ))صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 18/2/2011