قليلا من الاحمر القاني

احتفلُ بعيد الحب كل عام اشعل شمعته راغبا وفرحا بلا ورد احمر قانٍ!.

احتفلُ به لأنه بارقة أمل تضيء ليلنا المسكون بالوجع والحنين.
احتفلُ به لان اخر انجالي الذي يطفىء هذا العام شمعة جديدة من عمره حيث ولد في حضن «عيد الحب».
ولد محفوفا بالمطر والريح والعواصف قبل اوانه رافضا البقاء في رحم الظلام ساعيا نحو الحقيقة.
لذا تعمدت عن غير خاطر علاقتي مع عيد الحب بلا دموع وبلا انتظار بعد ان كنت ممن يختلفون مع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق في كل شيء ويتفقون معه في رفض ارسال باقات الورد الحمراء لزوجته شيري.
لذا سأخرج عن المألوف هذا العام وسأحمل باقات الورود الحمراء من حروف الكلمات وارسلها لكل نساء الارض اللواتي لم يصلهن ورد احمر.
ستكون ورودي الحمراء ملفوفة بورق «السوليفان» او القصدير لاستخدامه عند انقطاع غير مقصود لاستكمال جلسة نرجيلة بعيدا عن العيون.
استميحكم عذرا لا داعي للغضب، ولا تنفعلوا من ورودي الحمراء التي تأتي في غير اوانها.
لا تغضبوا مني وتريثوا قليلا قبل اطلاق الاحكام عليّ او قبل اتهامي بأنني مسكون بكل بدعة جديدة او اسعى لان اكون على قائمة الذين يفرشون الورد في احلام النساء.
لكني لا اعرف من اللون الاحمر سوى لون باكيت الدخان الذي كنت ادخنه منذ ان قاطعنا البضائع الامريكية، قبل ان اتحول الى عالم الارجيلة تاركا عوالم الدخان والسيجارة، الى غير رجعة!.
امنحوني فرصة قليلة لاحتساء الفرح بعيدا عن اسوار الموت والدمار وانباء الدم النازف شرقي الفرات وغربي النهر، وفي كل الحواضر العربية من القاهرة الى دمشق الى طرابلس، انها لحظة نهرب فيها من هواجسنا وقلقنا الذي يحاصرنا كل صباح بفعل تداعيات الاحداث.
انها لحظة نحن جميعا مدعوون فيها الى زراعة وردة حمراء او بيضاء او بنفسجية بعيدا عن طقوس «فلانتاين» ورسائله المحفوفة بالمخاطر والعواصف والرياح.
انها لحظة نستفيق فيها على شمعة قد اضاءت ما حولها ورحل فيها الظلام واشرقت شمس يوم جديد.