الا تعرفني

في المساء جلس ابو احمد مع زوجته والاولاد لمتابعة افلام الكرتون كالمعتاد فالاولاد يفرضون الايقاع ......يا ام احمد جاء اليوم الى الدائرة مراجع دخل الى مكتبي ....دقنة لم يحلقها منذ يومين ....ثيابه غير منسقة الالوان .....لم يلقي السلام .....و بصوت عال ....اين الموظفين ....الا يوجد احد هنا .....قلت له انا هنا تفضل ....قال:انا فلان ....تفضل ماذا تريد .....انا النائب فلان الفلاني ....تفضل اعذرني لم اعرفك .....تفضل ماهى معاملتك.......اين المدير ...اريد المسؤول ....المدير في الطابق الثاني ......ذهب الى المدير ....نزلت معاملته من مكتب المدير وقمت بانجازها ......بعد نصف ساعة خرج فلان الفلاني من الدائرة واذ بجرس الهاتف يرن ....رفعت السماعة .....سألني المدير ماذا حدث .....اخبرته عما جرى ......قال اريد ان اعتذر منك انا ايضا لم اعرفه ولم اره من قبل ....لا حول ولا قوة الا بالله .
قالت ام احمد: كم نائب سابق وحالي ولاحق لدينا كم وزير سابق وحالي ولاحق لدينا....كم مدير عام ....كم امين عام ...كم ....كم......نداء ورجاء من الشعب....... الى اصحاب المعالي و السعادة و العطوفة كي لاتحرج نفسك ولا تحرج الاخرين اذا تحدثت في التلفون وكنت انت الطالب عرف على نفسك اولا....اذا راجعت مؤسسة عرف على نفسك....
قال احمد: البديل عمل منهاج في المدارس ومساق في الجامعات و نشرات توضيحية على شكل كتيبات توزع على المواطنين .....تحتوي صور و سير ذاتية وصور مختلفة ...بملابس مختلفة ....واوضاع مختلفة ,جالس ,واقف ...الخ ..الخ ..... لاصحاب المعالي و السعادة و العطوفة .....الا انني اجد ان هذا الحل مكلف على الموازنة كون البلد تعاني من شح الموارد في هذه المرحلة....... خاصة ان هذه المجلدات تحتوي صور ملونة وورقها مصقول و بحاجة للتحديث باستمرار
من تواضع للناس يحبه الناس و يرفعه الله ....وكلما علا قدر الانسان زاد تواضعه