الظلم مرتعه وخيم

الظلم مرتعه وخيم ورد في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا) رواه مسلم ، وقال تعالى عن فرعون: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) “سورة القصص: 40”، وقال تعالى عن قوم لوط: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) “سورة هود: 82 فإن ولي الامرأو الحاكم هو بشر قد يظلم ويقتل ويستولى علي أموال الناس بغير حق لفرض سلطانه وقد غرته قوته واستعلائه وكثرة جنوده وبطانة السوء التي تبرر له اعمال السوء فواجب العلماء هنا منعه من الظلم بالوسائل المتاحة والمباحة والمشروعة لان الإسلام جاء بالعدل وحرم الظلم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا اموالكم ولكن ارسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده إذا لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين! أو رأيت ان كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لمقتصه منه؟ قال: إني والذي نفس عمر بيده إذا لاقصنه منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه: الا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحجروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولاتنزلوهم الغياض فتضيعوهم» اخرجه أحمد في سنده العشره رقم 273، والمقصود، تحجروهم: أي جمعهم في الثغور وحبسهم عن العوده إلى أهليهم، والغياض:هو الشجر الملتف ، فمن العدل ان نوصي الحاكم بان يتقي الله عز وجل في رعيته ويسمع منهم ويلبي حاجاتهم لان المسؤولية تكليف لا تشريف.. وقد قال الصديق ابوبكر رضي الله عنه: «إن أحسنت فاعينوني وإن أسأت فقوموني. . يضع الحكام الوزراء والمحافظين والقضاة والضباط الذين يستمدون قوتهم من الحاكم في أمور لا يرضى بها وينقلون الصورة على غير حقيقتها ويفسدون في الأرض ويظلمون ويحتمون تحت مظلة أنهم مقربون وأصحاب نفوذ وإن ألعدل هو من أعظم أسباب بقاء الدول والولايات فهاهو شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمة الله- في مجموع الفتاوى (28/146) : إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ؛ ولا يقيم الظالمة وإن- : يقول كانت مسلمة . حبس خالد بن برمك وولده قال : يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس. فقال ل يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها . و حبس الرشيد أبا العتاهية الشاعر فكتب إليه من السجن هذين البيتين ( أما والله إن الظلم شوم و ما زال المسيء هو الظلوم ) ( ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غدا عند المليك من الملوم ) ا.هـ) وكل من ولي ولاية فهو مأمور أن يقيم في الرعية شرع الله والعدل كما قال تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا )،صدق الله العظيم