بسام بدارين يكتب : مصطفى حمارنة.. رجل شجاع

- قد نختلف مع عضو مجلس النواب الدكتور مصطفى الحمارنة وقد نتفق معه سواء في قضية أبناء الأردنيات أو غيرها.

لكنه النائب الوحيد- شئنا ام أبينا- الذي وضع انموذجا في العمل الرقابي والتشريعي لم يضعه أي من زملائه في الماضي أو الحاضر عند ما زار الوزارات والمؤسسات واجتمع مع الفنيين والتقنيين والمهنيين ووضع تقارير استراتيجية واصلاحية وتناول مشكلات البلد من دون اعلام وهوبرات ومزايدات وبالقطعة ووضعها في ملفات محددة.

الحمارنة – أعجب ذلك بعضهم أم لم يعجب- تحدث بالتفصيل وبالميدان مع مسؤولين بيروقراطيين وتكنوقراطيين ولم يتوقف عند الخطاب عبر المايكروفون أو الإدلاء بتصريحات صحافية أو عند مراجعة الوزراء لتزبيط فلان وتعيين علان.

وهو الوحيد الذي عمل على إعداد ملف بالتربية وآخر بالتعليم العالي وثالث بمشكلة المواصلات والمشروعات المتعثرة ورابع بالحقوق المدنية وخامس بقطاع الاتصالات.

وهو الوحيد الذي غادر هلامية الكتل البائسة وشكل فريقا باسم المبادرة البرلمانية يمثل كل الكتل لتبقى مطلعة على الحيثيات ومشاركة فيها ووضع برنامجا للشراكة مع الحكومة وفاوض بالتفاصيل وتحدث علنا عن وقف قواعد اللعب غير النظيف سياسيا عندما قال: "لا" للحقوق المنقوصة وللحقوق المكتسبة في قانون الانتخاب و"نعم" لقانون انتخاب عصري وعادل يرفع منسوب التنمية السياسية ويعزز العمل الحزبي والديمقراطي.

أعجب الأمر بعضنا أم لم يعجب، مصطفى حمارنة انموذج لنائب نشط وغير كلاسيكي وفعال ويقدم حلولا للمشكلات بدلا من استثمارها لمصالح منطقته او جماعته وعند ما يتعلق الأمر برأيه السياسي فلا زلنا نستمع للرأي نفسه منذ ربع قرن من دون تلاعب بالمفردات او بالوقائع ومن دون تغيير الرأي وفقا للمقعد وأنا شخصيا اختلف مع الكثير من أراء الرجل واجتهاداته السياسية لكنها أراء كانت دوما مباشرة وصريحة وغير متبدلة.

أعتقد شخصيا أن الهجمة "المنظمة" على مصطفى حمارنة لا تتعلق بالدفاع عن العشائر الأردنية المحترمة البطلة التي بنت فعلا البلد بقدر ما تتعلق ببعض الغيرة والحسد والوظيفة الكلاسيكية المتعلقة بإعاقة كل من يبادر في مجتمعنا ويفكر خارج العلبة.

مصطفى لا يحتاج الى مدافعين عنه فهو "مقاتل" عند ما يتعلق الأمر بقناعاته وأحسب أنه يدفع ثمن رسالة موجهة لجهات متعددة.

نحترم خصوم الحمارنة ولديهم الحق في مناقشته ولكن ليس في اتهامه فتهمة العمالة للأمريكيين تبدو مضحكة جدا هذه الأيام ولا ينبغي حتى التوقف عندها والاصرار على اتهام بعضنا بعضا بهذه الطريقة معيب ولا يخدم وطنا ولا يعالج خلافا.

العشائر الأردنية هي "روح" هذه الأرض الطيبة وطينتها ودورها التاريخي مقدر ومحترم ولا يقبل النكران لكن "العشائرية" قد لا تصلح كمنهج حكم وإدارة والعديد منا يؤمنون بذلك ويقولونه وقد سمعته شخصيا حتى من الصديق النائب عبد الكريم الدغمي ومن بعض الذين هجموا باسم العشائر على الحمارنة.

الفارق كبير بين العشائر ومناقشة العشائرية وحراس الوطن والحلم والأرض والعرض من أبناء العشائر الأبطال ومن يسرقون المياه أو يقطعون الشارع أو يعتدون على القانون ويمارسون تضليل الشعب وفي الوقت نفسه إدعاء الانتماء للعشيرة.

نافخو "الكير" بيننا متعددون وبعضهم يجلس من وراء ستار فيؤزم ويوتر ويدعم ويمول التوتير والتأزيم والحمارنة اتفقنا معه ام اختلفنا معه هو رجل شجاع واختلف مع الزميل أسامه الشريف وهو يكتب على فيس بوك "نهاية رجل شجاع".