الفساد العربي

  الفساد العربي

 

 

 محمد خالد الصبيحي

 

 

 لقد تمادى المفسدون في فضائحهم المالية والأخلاقية, وانتشر الفساد انتشار النار في الهشيم اليابس, حتى تعطلت مصالح المواطنين في الوطن العربي, وتدهورت أحوالهم من سيء إلى أسوأ, وارتفعت وتيرة الظلم والتعسف, ولم تلتزم السلطات الحاكمة العربية بأبسط مبادئ العفة والنزاهة والقيم النبيلة, التي كانت سائدة في مهد الحضارات البشرية, وأرض الرسالات السماوية, في حين قطعت الأقطار غير الإسلامية شوطا كبيرا في الرقابة والتدقيق ومكافحة الفساد, ومن نافلة القول نذكر أن احد رؤساء السابقين لدولة غير اسلأمية  أقدم على الانتحار بمجرد توجيه تهمة الفساد لة  ليغسل هذا العار عنه  . أما عندنا فصار الرجل المسئول يسرق قوت الناس, ويبعثر الأموال العامة على ملذاته, ويسرف في النهب والسرقة, ثم يحصل في نهاية المطاف على  التكريم والتقدير والثناء الكبير, فيما يتعرض  الشرفاء إلى أسوأ أساليب الإذلال والاهانة والتهميش.

وصدق سيد الكائنات(صلعم) عندما قال: (( ستأتي على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق, ويصدق الكاذب, ويؤتمن الخائن, ويخون الأمين, وينطق فيها الرويبضة, قيل: وما الرويبضة؟. قال: الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة)).

 

سلوك الأنظمة العربية, التي سقطت شرعيتها ماانفكت تتظاهر بالعفة والشرف والنزاهة والطهارة تتباهى بانجازاتها الوهمية, ووعودها الكاذبة خصوصا بعد أن ضرب الفساد أطنابه في معظم الكيانات العربية القائمة على الباطل, ولمحاربة الفساديعني وجوب التمرد على هذة الكيانات والخروج عن طاعتها, فالفساد بالنسبة لها الركن الأساس الذي ترتكز عليه, والدماء التي تتدفق في عروقها, حتى أصبح العفيف في نظر الأنظمة الفاسدة منبوذا, والمحافظ علي كرامتة والمبادئ  التي  امن بها مرفوضا, وانقلبت المعايير العامة رأسا على عقب, وانتهجت السلطات الحاكمة إلى محاربة الذين التزموا بالمبادئ ولم يهادنوا علي حسابها  تمددت إمبراطورية الشر والفساد  وتألق الفاسدون والمفسدون, وتزايدت سطوتهم وثرواتهم, وعاثوا  بالأرض طغيانا حتى طفح الكيل, وكان من الطبيعي أن تتفجر الثورات والانتفاضات والاحتجاجات في ظل تفشي ثقافة الفساد المستشرية في كل مكان, وفي ظل غياب العدالة الاجتماعية, واتساع الفارق بين النخبة الغنية المتسلطة, وبين الأغلبية الفقيرة المسحوقة.

 

 ألأ ف من مليارات الدولارات سرقها الحكام العرب وزبانيتهم من المال العام والجوع والحصار والفقر والقهر والتخلف والجهل والأمراض والبطالة,تفتك باجساد المواطنبن ان هذة الأموال تكفي لإصلاح الواقع المأساوي  وتكفي لتغطية نفقات إعمار البلدان العربية والإسلامية الرازحة تحت خط الفقر. ولكن هؤلأء الحكام فقدوا  الأحساس . لكنهم بدوا يتلمسون انفسهم . لأبل بدأوا مصدومين من هول الفاجعة وفتحوا بعض من جيوبهم ليحاولوا تلأفي المد الجماهيري الهادر ويحاولون انقاذ مايمكن انقاذة فهاهم يتساقظون تحت ضربات الغضب الهادر .