البرميل..


ليس الهدف من تسمية المقال الإساءة له، إساءة شخصية، ولا الغمز من قناة محيط خصره، ولكن لأنه يتسع كما البرميل، إلى الكثير من السوائل والبترول والأموال والمعلومات والارتباطات الخارجية والداخلية، ومثل البرميل الجيد، قلما ينز ما فيه، لدرجة انه يوصف من مقربيه بالشحيح.. بكل شيء.
وتلك الصفة البرميلية، تجعل منه يخلط ما بين المذاهب والتوجهات والمواقف والرجال، فتارة يضم في حلفه، لكي لا أقول جوفه، رجالاً ونساءً يشكلون شتى ألوان طيف المجتمع العراقي، تجمعهم المصلحة والكعكة التي وعدهم بها، قبل أن ينتبهوا إلى إن البرميل يتسع لكل الكعكات، وعليهم التقاط الفتات فقط، هذه إذا توفر على مائدته.
الذين احتواهم وتركوه بعدما اكتشفوه، أكثر ممن ما زالوا يحيطون به، وثمة نفر تنكر هو لهم.. وذلك طبع.. والطباع لا تفنى وإن فنيت جبال!.
يجلس البرميل على كرسيه الوثير، مطلقاً التصريحات تلو التصريحات، ومجريا المقابلات تلو المقابلات " فضائية وورقية والكترونية"، متمثلا بيت الشعر:" أوسعتهم شتما.. وأودوا بالإبل"، واثقا إن مصير العراق بيديه، وأنه بمجرد تغير قواعد اللعبة الدولية سيحمل على الأعناق.. واثبت الأيام أن ذلك منه بعيد، خصوصا بعد أن أضاع كل الفرص التي أتته، وذهبت رهاناته أدراج الرياح.

البرميل لا يفرغ مما ذكرت.. ومن الأماني أيضاً.