دولة سمير الرفاعي ... أين أنت ؟؟

دولة سمير الرفاعي ... أين أنت ؟؟

خلال جلسة ضمت ثمانية من الشباب في مدينة الزرقاء , استمعت عبرها لاراء متنوعة وبهرتني روح التفاءل المشوبه بالحذر والمتعلقة بالمستقبل , فبالرغم من قساوة المشهد الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة التضخم إلا ان النقاش الثري في تلك الجلسة في الاسبوع الماضي تعرض لدور الشباب والواجب الملقى على عاتقهم في هذه الظروف الحساسة من عمر الوطن , مع التركيز على بعض المحاور كقضية الاصلاح الذاتي والبدء باصلاح الانسان لنفسه اولا ثم التوجه نحو الاسرة ثم الدائرة الاوسع .....

لقد بادرني احد الشباب بسؤال عن دور رؤساء الوزرارات السابقين حاليا , وعما يشغلهم عن القيام بلقاءات مع قطاعات الشباب في انحاء المملكة وضرب هذا الشاب مثلا عن دولة الاستاذ سمير الرفاعي - رئيس الوزراء الاسبق - بصفته الاقرب الى الشباب من ناحية الفئة العمرية , وعما يفعله بعيدا عن هذه الشريحة الهامة من ابناء المجتمع .

هنا .... بدأت قصة اختياري لعنوان مقالتي هذه التي بين ايديكم .

لقد بحثت في الاسباب والدوافع كما سبرت المبررات وعبء المنطق وراء غياب شخصية بحجم سمير الرفاعي -- ان كان اصلا متغيبا عن المشهد العام -- لكنني همست لنفسي بأن لقاءات مع شباب يؤمن برؤى القيادة ويدرك تماما شأن الاردن ومكانته هو في حد ذاته مهمة ليست بالسهلة , انطلاقا من دور وطني -- لاتتهرب منه طبعا الشخصية محور النقاش -- لكن بعض الناظرين لنصف الكأس الفارغ قد يكونوا هم سبب احجام هذه الشخصية وغيرها عن الدور السياسي الاجتماعي في الوقت الحاضر , خاصة اذا سقنا كلاما يقال حول توريث المناصب وبأن الرجل ولد وبفمه ملعقة من ذهب وكذلك تعاظم دور القطاع الخاص في عهده . بدأت بعد كل ذلك اتنسم روح التفاءل التي تذكرتها من لقائي مع تلك الثلة الخيرة من شباب اردننا الاغلى حيث استدركت بأن الغنى وكون الشخص ميسورا ليس عيبا بحد ذاته , كما ان التوقعات بان البيئة تفرض نفسها هي توقعات في مكانها حيث ان سمير الرفاعي ترعرع وسط مفردات السياسة ونشأ واستمع وتخالط مع صناع القرار فلا غرو اذا بتوليه مقاليد رئاسة الحكومة , واما القطاع الخاص وتعاظم دوره في تلك الفترة فهو من ناحية ما ايجابي الوجه , ومن ناحية اخرى قد تشوبه السلبية في حال الادانة القضائية قانونا لاي تصرف تم في تلك الحقبة وهو ما لم نسمع به . ان الدعوة للقاء قطاع الشباب سواء الناظرين لنصف الكأس المليء او الناظرين للنصف الفارغ , ولا اقول قطاعا عريضا او ضئيلا فالاعتبار هنا للنوع وليس الكم , هي دعوة في مكانها لطرح النماذج الناجحة حياتيا , وكسر الجمود الذي يعتري النظرة لرئيس وزراء شاب من قبل فئة عمرية تتطلع بامل نحو الغد .

بالتالي , يجب علينا ان نتذكر ان الشخصية محور الحديث لم تقم على الاقل برفع الاسعار وزيادة اعباء الحياة على المواطن الاردني واثقال كاهله بزيادات بكلف الكهرباء والوقود والرسوم والضرائب .

فراس الحمد

farsounifiras@yahoo.com