سر حظر الأرجيلة والموسيقار المتدين عقل بلتاجي

لا أعرف سببا يدفعني للشعور بجدية عمدة عاصمتنا عقل بلتاجي وهو يتحدث عن استبدال الأرجيلة بتعليم الموسيقى والقرآن الكريم في المقاهي.

أغلب التقدير أن جملة غامضة ملتبسة لم تكن مدروسة خرجت على العمدة في السياق وإذا كان الرجل يقصد ما نقل عنه فعلا فتلك مصيبة وإذا لم يكن فالمصيبة أكبر.

الموسيقيون تم ضربهم وشحطهم من قبل موظفين في أمانة عمان، وفي احد مرافق الامانة من دون صدور أي موقف ولو "ترطيبي" من قبل معالي الأمين ونخبة من أبهى شبابنا في الفن والموسيقى مست كرامتهم وحصل إعتداء عليهم مقابل الملأ من دون أن يصدر ولو بيان مقتضب من مكتب الأمين يعلق على الحدث أو حتى يحاول احتواءه على قاعدة أنه جملة انفعالية تحصل بالعادة بيننا نحن الأردنيين.

لا أصدق شخصيا أن من يُضرب الموسيقيون في حضنه يمكنه أن يكون مؤمنا فعلا بدعم الموسيقى.

والحديث عن إستعداد الأمين لدعم وتمويل نشاطات موسيقية في المقاهي يبدو غريبا في السياق إضافة الى ان احدا لم يقل لنا ما هي العلاقة النقيضة بين الموسيقى والأرجيلة.

الاقتراح الأفضل كان دعوة المقاهي لعقد حوارات اجتماعية منشطة ضد آفة التدخين مثلا.

أما إذا أردنا سلوكا وطنيا بامتياز، فعلينا إبلاغ الرأي العام بكل بساطة ومن دون لف ودوران بان مسألة حظر الأرجيلة سياسية قبل أي اعتبار آخر وناتجة عن ضغوط خارجية على بلادنا بعد ما هدد الأوروبيون بوقف دعمهم وتمويلهم لنشاطات القطاع الصحي.

لمَ لا تقال الحقيقة للناس مباشرة ومن دون مراوغة بدلا من تضليلهم بقصص ساذجة من طراز تعليم القرآن الكريم والموسيقى؟.

الحكومة التي تقول انها قررت تفعيل قانون الصحة العامة فجأة في مسألة المقاهي لا تفعل الشيء نفسه في معالجة التلوث الناتج عن تنقل وحركة مليون مواطن يوميا بين الزرقاء وعمان.

بالمقابل لا أعرف سببا من أي نوع يدفعني كمواطن للاقتناع بأن أمين عمان وهو صديق محترم ومقدر بكل الأحوال أظهر في كل تراثه المناصبي والوظيفي ميولا من أي نوع في الماضي لدعم التدين أو حتى الاهتمام بالمتدينين وقبل ذلك الموسيقيين.

الكلام يبدو "هفوة" أو مزحة أو نكتة مضللة، أو لم يكن مدروسا أو من الصنف المخصص للبسطاء.. بكل الأحوال كلام العمدة عن تعليم الموسيقى والقرآن الكريم في المقاهي مقلق ومزعج ويعيد تذكيرنا بالوضع المعقد جدا داخل أمانة عمان وبقصة وضع الكفاءات الأردنية المميزة أحيانا في مواقع غير مميزة وتلك بحد ذاتها قصة أخرى سنتحدث عنها لاحقا.