محافظ الزرقاء : نتميز بتعايش وتمازج بين ثقافات متعددة بشكل منقطع النظير يعد انموذجا

قال محافظ الزرقاء بالوكالة الدكتور احمد سماره الزعبي بان محافظة الزرقاء تعتبر من اهم المحافظات الاردنية نظرا لموقعها المتوسط بين العاصمة عمان والمفرق وجرش وتعد من اكبرها من حيث عدد السكان الذي يزيد عن المليون نسمة وتعاني من الكثافة السكانية العالية ، واضاف بان للمحافظة اهمية اقتصادية كونها تضم ما يزيد عن 52% من حجم الصناعات الاردنية والمتمثلة بالمنطقة الحرة ومجمع الظليل الصناعي ومصانع الحديد وغيرها .
وبين الزعبي بان محافظة الزرقاء تعتبر خزان الطاقة للمملكة كونها تضم مصفاة البترول الاردنية ومحطة الحسين الحرارية ومحطة الخربة السمرا ، اضافة الى وجود محطة الخط الحديدي الاردني الحجازي .
وقال المحافظ خلال لقائه السفيرة الفرنسية في الاردن السيدة كارولين دوما في مكتبه بحضور المستشار الثقافي في السفارة الفرنسية بان الزرقاء تتميز بتعدد الثقافات التي تشكل فسيفساء رائعة ما بين المسلمين والمسيحيين والشراكسة والشيشان والشوام والدروز وتتميز بتعايش وتمازج منقطع النظير يشكل انموذجا يحتذى .
وحول تداعيات اللجوء السوري على الاردن قال المحافظ بان محافظة الزرقاء شأنها شأن مختلف المدن الاردنية تأثرت بتواجد اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم الى ما يزيد عن 50 الف لاجئ تقريبا ، الامر الذي انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي والأمني اضافة الى تأثيره على القطاعات الحيوية والخدمية والتعليمية والصحية في المحافظة ، لاسيما في الأحياء السكنية المزدحمة ، اضافة الى ارتفاع مستوى اجور السكن وارتفاع نسب البطالة وحلول العمالة السورية الماهرة مكان العمالة الاردنية .
وقدم الزعبي الشكر للحكومة الفرنسية على مواقفها الداعمة للاردن ، واشاد بالعلاقات الوطيدة القديمة التي تربط القيادتين الاردنية والفرنسية والقائمة على الاحترام المتبادل ، وقال بان فرنسا تعتبر من الدول الصديقة للمملكة والتي نتأمل منها الاستمرار بتقديم الدعم للاردن الذي يعاني من وضع اقتصادي صعب جدا ، فالاردن دولة مضيفة ومضيافة وتقدم كل ما لديها للاجئين السوريين ، وطالب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بان يتحمل مسؤولياته تجاه الوضع في الاردن جراء اللجوء السوري وتقديم الدعم الوافر له حتى يستطيع ان يستمر في تحمل اعباء اللجوء حتى انتهاء الازمة .
واضاف بان الاردن وبتوجيهات من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ورغم كل الاحداث ما زال يحافظ على نفس المستوى من التعامل مع السوريين من منطلق احترام المواثيق الدولية والانسانية . بالرغم من الموارد المحدوده واقتصاده الذي ما زال يعاني من تبعات الازمة المالية العالمية ، واضيف اليها اعباء جديدة جراء اللجوء السوري مما زاد من العجز في الموازنة .
من جانبها شكرت السفيرة الفرنسية السيدة كارولين دوما الاردن على جهوده الإنسانية التي يقوم بها للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين بالرغم من الصعوبات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية الناتجة عن نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى الأردن .
وقالت بان العالم يدرك بان الاردن يعتبر من اكبر الدول المتضررة جراء الازمة السورية ، واضافت بان الحكومة الفرنسية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي تسعى لتقديم الدعم للاردن لمواجهة الازمة التي يمر بها حاليا نتيجة لتدفق هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين .
وقالت السفيرة بان الحكومة الفرنسية تنفذ وتدعم العديد من المشاريع في الاردن وتحدثت عن دعم فرنسي قدم للحكومة الاردنية خلال عامي 2012- 2013 بقيمة 150 مليون يورو لدعم مشاريع الطاقة والبنية التحتية والبلديات بالتعاون مع وزارة التخطيط ووزارة المالية .
واضافت السفيرة بان الحكومة الفرنسية قد خصصت حوالي 900 الف دينار لدعم مشاريع في محافظة الزرقاء تعنى بالنظافة والبيئة واقامة مسابح ومتنزهات ترفيهية لاهالي الزرقاء .
وتحدثت السفيرة عن مشروع محطة تنقية الخربة السمرا التي تدار من قبل مهندسين وكوادر فرنسية مؤهلة بالشراكة مع خبراء ومهندسين اردنيين ، التي استطاعت ان توفر حوالي مليون م3 سنويا من المياه الصالحة للزراعة من المياه العادمة بعد معالجتها بطرق حديثه واجهزة متطورة .
واشادت السفيرة بهذا المشروع وقالت بانه اصبح مقصدا للزيارات من قبل الخبراء في دول الجوار وخصوصا دول الخليج العربي للاطلاع على هذه التجربة الناجحة في استخلاص مياه عذبه والاستفادة منها .
وتحدثت السفيرة عن تقديم الوكالة الفرنسية للتنمية مبلغ 6 ملايين دينار لتنفيذ عمليات توسعة للانابيب الناقلة لمياه الديسي الى الزرقاء ، اضافة الى تركيب اجهزة تعنى بقياس كميات الملوحة والتلوث داخل هذه الخطوط .
وفي ختام حديثها قالت السفيرة الفرنسية في الاردن كارولين دوما بان العلاقات بين القيادتين الاردينة والفرنسية متميزة جدا وقديمة جدا ، متأملة ان يتفهم المجتمع الدولي الاعباء التي يتحملها الاردن في التعامل مع اللجوء السوري وان ترتقي مستوى مساعداتهم الى الحد الذي يتناسب مع حجم الاعباء التي يتحملها.
وفي ختام اللقاء حمل محافظ الزرقاء بالوكالة الدكتور احمد سماره الزعبي سعادة السفيرة الفرنسية تحيات ادارة الحكم المحلي في الزرقاء الى الحكومة الفرنسية على الدعم الذي خصصته لاقامة مشاريع في محافظة الزرقاء ، آملا تقديم المزيد من هذا الدعم ومزيدا من التعاون .