شيخ الفتنة!
سماه وزير داخلية الإمارات "شيخ الفتنة"، وهو كذلك. فالشيخ القرضاوي الذي تخلّى عن الوازع وخطى العقل، يُتخم الفضاء الإعلاميّ بإفتاءاته وتصريحاته وخطبه وآرائه التي يلبِسُها ثوب الدين، منافحاً عن الإخوان المسلمين، ومهاجماً كلّ من يقفُ بمنأىً عن تبجيلهم، وإكسائهم أثواب العفة والطهارة والصراط المستقيم. مُخرجاً من المِلّة من يعاديهم، مجرّحاً شهادته العوراء بأطنان من القشّ والأسل الذي يقلعُ العين، دون أن ترمش!
فمنذ أن ارتضى لنفسه الدور الذي يلعبه، والقرضاوي قد أضاعَ بوصلته، فلم يعد يُعتدّ له رأيٌ أو شهادةٌ أو تحليلٌ، فما بالك بإفتاء؟! وإذ ينفضّ عنه الأزهر برمَّته، وعلى رأسه الجليل العالم الدكتور أحمد الطيّب (اسماً على مسمى)، فلهذا الشيخ الذي لم يعد يُبصر وقعَ خطاه، أن يتنحى عن هذا الدّور.
وإذا ما كانت الأنباء تتوالى عن خطبه أيام الجمع، في تحريض له بيّن ضدّ دولة شقيقة هي دولة الإمارات، والآن جاء دور مجلس التعاون، الذي هو آخرُ لبنة لدعم الإخاء العربيّ. ما تزال صامدة!
ومن أكثر ما يثير الضحكَ بعد الابتسام، في كلام الشيخ أنَّ الإمارات التي تجتثّ الوجود الإخوانيّ فيها، إنما تفعل ذلك لأنها "لا تريد الحكم الإسلاميّ"! في رسالةٍ تجعلُ من اللازم استذكارَ "الحكم الإسلاميّ" الذي تقيمه الدولة التي ينعم الشيخ بخيراتها وبنفوذها في الأرض العربيّة. وفي رسالة تدفعنا إلى استذكار الكهنوت الذي تقوم عليه جماعة الإخوان، وصكوك الغفران التي توزعها على من اتّفق، وتحجبها عمن تجاسرَ وناهض. وعن ذاك الادعاء الكبير الخطير (والذي تدعيه جميع الفرق المنسوبة إلى الإسلام اليوم) بأنّ ما لدى الإخوان إنما هو الإسلام صِرفاً! وكل ما عداهُ فهو باطل الأباطيل. أي أنّ المسلمين جميعاً في أركان المعمورة، ممن ليسوا "إخواناً".
أرجو أن لا نفقد الأمل...