اسئلة تطرحها الجماهير

أسئلة تطرح على المستوى الوطني والقومي ... ما الذي تحتاج إليه الأمة وجماهيرها؟! من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.

نعم أسئلة تطرح وتحتاج إلى سرعة في الإجابة لا بل مكاشفة وصراحة مع الذات تلك الذات التي خسرناها لوقت طويل لأننا لم نكتشفها ولم نكتشف عناصر قوتها وعناصر ضعفها لا بل تجاهلناها لوقت طويل فمنابع تلك الذات تحتاج إلى تفسير الكثير من الظواهر والأحداث المؤثرة على هذه الذات والانتقال من محاولة المحاكاة إلى حالة الفهم العميق لكنه هذه الذات العربية المشبعة بخصائص من الرقي والاحترام والكبرياء المليئة بالعزة والاعتزاز بماضيها وحاضرها ومستقبلها.

نعم إن الذات العربية وبما لديها من ارث ثقافي وحضاري وعقائدي وبما لديها من تاريخ طويل من التضحية والفداء وبما شابها من أحزان ومعاناة من القرن المنصرم تركت جرحا بليغا في وجدان هذه الأمة وخاصة اغتصاب فلسطين وما تلى ذلك من أحداث وحروب تركت أوجاعا وآلاما مزمنة للإنسان العربي وحتى الأنظمة العربية ما زال ينظر إليها الإنسان العربي بكثير من الشك والريبة حيث عاش العالم العربي مخاضا عسيرا بين التحرر من الاستعمار وبين التبعية إليه وبين معركته مع البناء والتحرر ومعاركه في مقاومة بقايا الاستعمار وأثاره التي ما زالت ممتدة حتى يومنا الحاضر.

نعم ما زالت أثار تلك الحقبة السوداء من تاريخ الأمة ما زالت ماثلة حتى يومنا الحاضر فاغتصاب فلسطين والدولة الصهيونية البغيضة.

نعم هي مخلفات ذلك الاستعمار الرهيب الذي جثم على صدر الأمة والشعوب عقودا من الزمن. هذا بالإضافة إلى الكثير من المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها الكثير من الأنظمة مع تلك القوى الاستعمارية وهي على أبواب الإنعتاق من أزمتها.

نعم لقد عانت الجماهير العربية عقودا طويلة من الظلم والغياب وهي تحتاج اليوم للتعبير عن ذاتها بعد أن طردت شبح الخوف والتردد.

نعم طردت وبقوة دماء الشهداء طردته وهي تدرك إن لديها حلم وأمل ولديها معارك كثيرة وكبيرة أو لها مع الذات التي عاشت عقدا طويلة وهي مغيبة وغارقة في  الأنا... الأنا المريضة.

نعم لديها معارك كثيرة لتحقق هذه الذات والمؤسف أن الكثير من جلادين الأمس ومستعمري الشعوب اليوم يهتفون للحرية ويحيون انتفاضة الشعوب العربية في محاولة كي يأخذوا صك براءة من هذه الشعوب. وإننا نتساءل وحتما يتساءل معي الكثير من المثقفين والمبدعين والعامة على امتداد العالم العربي هل دعوات القوى الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية مع حقوق الشعوب ومع حريتها؟! وإذا كانت كذلك !فشواهد التاريخ التي تكذب ذلك الادعاء كثيرة وكثيرة واقلها في فلسطين والعراق وأفغانستان .............

أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * malfaouri@hotmail.com