زعماء صناعة إسرائيلية
- مُنشغلٌ الاعلام الاسرائيلي كثيرا هذه الايام في الحديث "عمّن سيخلف الرئيس محمود عباس…" ولهذا الانشغال أسباب عديدة، أبرزها سببان:
الاول، هم يعرفون جيدا أن محمود عباس على مشارف الثمانين من العمر، وقد يعطل المشروعات المطروحة، لما يتصف به من نزق وحرد سياسي أيضا، ومثلما يصفه السياسي والبرلماني المخضرم الصديق الدكتور ممدوح العبادي بأنه "رجل دقر..".
وثانيا، يريد الاعلام الاسرائيلي ومن ورائه الدولة العبرية، أن يشاركا فعلا في صناعة زعامات جديدة للشعب الفلسطيني بعيدا عن الهيئات والمؤسسات والشعب الفلسطيني.
يطرح الاعلام الاسرائيلي ثلاثة اسماء لوراثة زعامة عباس، أبرزهم وأفضلهم مروان البرغوثي القابع في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 2002 والمحكوم بعدة مؤبدات، والضمير الحي لحركة فتح منذ الانتفاضة الاولى، بعد أن فقدت الحركة الرموز التاريخية.
والثاني جبريل الرجوب، رجل الامن في السلطة الفلسطينية، وحاكم الضفة الغربية في زمن المرحوم ياسر عرفات، عندما كان الامن الوقائي يصول ويجول في الضفة، والذي ابتعد في الفترة الاخيرة عن العمل السياسي المباشر، واختار الرياضة والتجارة.
والثالث، محمد دحلان، رجل أمن غزة القوي الذي سقط خلال ساعات أمام قوات حماس في حركة الانقلاب العسكري، والمتهم بمحاولة الانقلاب على شرعية عرفات، وبعد ذلك على عباس، وصاحب فضائح كثيرة وأشكالها متعددة، حتى قرار فصله من فتح، كان أيضا فضيحة أخرى للمؤسسة الفلسطينية، ولحركة فتح تحديدا.
البرغوثي يقبع في سجون الاحتلال ولا أمل بالافراج عنه حتى لو انتخبه الشعب الفلسطيني رئيسا، فهو متهم بقتل إسرائيليين حسب الرواية الاسرائيلية، وهو رافعة قوية لتقوية حركة فتح في مواجهة حركة حماس اذا حصلت الانتخابات، وشخصية فيها من الكاريزما المحببة عند الشعب الفلسطيني، ولهذا فلن يجد له طريقا على الحسبة الاسرائيلية.
والرجوب، تراجع حضوره السياسي داخل حركة فتح كثيرا على الرغم من انتخابه عضوا في لجنتها المركزية في مؤتمرها الاخير، كما انطفأ وهج علاقاته بالاجهزة الامنية بعد ابتعاده عنها، وتضرر كثيرا بعد مشاجرته مع عضو المجلس التشريعي و"فتح" جمال ابو الرب، وهو شخصية ليست قريبة من قلوب الفلسطينيين.
يبقى دحلان، المستقر حاليا في دولة الامارات العربية، ويعمل مستشارا رسميا لولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ويمول وسائل إعلامية للوقوف في وجه جماعة الاخوان المسلمين، ويقال إن له في اعمال البزنس الكثير، وفي عدة دول، كما قام عباس بفصله من حركة فتح وهو يعرف جيدا أن دحلان مدعوم جيدا إسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا، ولديه أصدقاء عرب كثيرون، وحماية قد لا تتوفر لأي قيادي فلسطيني غيره.
في مباحثات واي ريفير، بين الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون والمرحوم عرفات، طلب كلينتون من مصور البيت الابيض ان يأخذ له صورة مع دحلان، وقال يومها هذا من الزعامات الشابة المقبلة في العالم العربي، والبقية عندكم.