خطة كيري حلقة في مسلسل الاتحاد الثلاثي


من يظن أن خطة كيري تنتهي فقط باتحاد فيدرالي بين الاردن وفلسطين ،وتوطين الفلسطينيين شرقي الاردن ، لا يعرف حقيقة الأهداف والمخططات الإسرائيلية على الإطلاق، مشكلة إسرائيل ليست في أنها تبحث عن طرف لتسلمه الضفة الغربية وغزه ، بل في مشروع متكامل خططت له منذ زمن بعيد الا وهو تكريس الهيمنة والسيطرة على السلطة الفلسطينية والدولة الأردنية ليكون منطلقا لها لتكريس هيمنة كأمله على منطقة الخليج العربي والعراق وبلاد الشام ، ولا يخفي على احد أن التغيرات التي حدثت في المنطقة تعطي اسرائيل الدور الرئيس لتكون اللاعب الأهم في تشكيل الشرق الاوسط الجديد لتحتل قيادته .
خطة كيري تعتبر حلقة في مسلسل بدأت أولى حلقاته الحديثه مع توقيع اتفاقية أوسلو وتلتها خطوات كثيرة كان أهمها بناء جدار الفصل العنصري والإسراع في تهويد القدس العربية وتكثيف البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى ، وفي الاعوام من 2008 الى 2010 طالب نائب الرئيس الامريكي الاسبق (جو بايدن ) ووفود من الاتحاد الاوروبي في زيارات متكررة للعاصمة عمان من النظام الاردني بضرورة اجراء اصلاح سياسي شامل يتضمن تعديلات على قانون الانتخاب ومنح ابناء الاردنيات المتزوجات من غير أردنيين الجنسية الاردنية في اطار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ، فكانت خارطة الاصلاح السياسي التي أعلن عنها النظام الاردني بحجة أنها كانت تلبية لمطالب شعبيه وتمت على عدة مراحل وقريبا سيتم التعديل الثالث على قانون الانتخاب لضمان تمثيل برلماني كامل لما اصطلح عليه (الغرب أردني ) لتشكيل حكومات برلمانيه مع تعديلات دستوريه قادمه .
صاحب ذلك كله انشاء بنية تحتية ضخمة داخل الاردن مولتها منح خليجيه وهو ما أكد عليه دولة النسور مؤخرا بأن المنح الخليجيه موجه للمشاريع وليس دعما للخزينة ، وما انشاء المشاريع المشتركه بين الاردن وإسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية كناقل البحرين وسكة الحديد العابرة الى بلاد الشام شمالا والى الحجاز جنوبا وقد تم انجاز المرحلة الاولى منها (من حيفا الى الحدود الاردنيه) ، وتوسعة ميناء العقيه بكلفة تصل الى (400) مليون دولار إلا دليلا على أن مخطط كيري بدأ تنفيذه فعليا منذ مدة طويله ، وحتى يتهيأ المناخ السياسي والأمني لتنفيذ المخطط كان لابد من إخراج العراق وسوريا ومصر من دائرة التأثير ولو أن التأثير كان رمزيا .

اعلان دولة فلسطينية (عضو مراقب ) بتاريخ 29-11-2012 بقرار من الامم المتحدة كان خطوة ضرورية قبل تنفيذ خطة كيري، تمهيدا لإعلان اتحاد كنفيدرالي ثلاثي تهيمن عليه اسرائيل تطبيقا لورقة أمريكيه تم تسريبها قبل سنوات الى بعض الدوائر وصحف عالميه (تقرير منشور في صحيفة القدس العربي) ،ولقيت قبولا في حينها لدى أطراف فلسطينية وعربية واسرائيله ، فخطة كيري هي تنفيذا لتلك الورقة التي تتضمن اتحادا ثلاثيا بين الاردن وفلسطين وإسرائيل ، ولان الاتحاد الكنفيدرالي يكون بين دول معترف بها في هيئة الامم المتحدة ، كان لابد من الاعلان عن دولة فلسطينيه والاعتراف بها كشكل اجرائي للكنفيدرالية المنتظرة بين الدول الثلاث ، وتشير الورقة الامريكية كذلك أن الحدود في الاتحاد الثلاثي ستكون مفتوحة تماما بين الاطراف الثلاثة مع الاحتفاظ بالسيادة الداخلية ، على أن تتولى الاطر الامنية والعسكرية المستحدثة (قوات اردنية وإسرائيليه بشراكة مع قوات من حلف الناتو ) في حراسة الحدود بين الاردن وإسرائيل ومن المتوقع أن يتم الاعلان عن نجاح خطة كيري في الصيف القادم في حفل دولي باعلان انتهاء الصراع في الشرق الاوسط واعتراف عربي بيهودية الدولة الاسرائيليه ، وإعلان اسرائيل دولة صديقة لكل العرب ...
msoklah@yahoo.com