وزارة التربيه والتعليم .. وهذ القصة !!


شاءت الأقدار أن اكتشف اليوم أهمية فيتامين (واو) في الحياة لتيسير المعاملات أينما ذهبت ، وقد بدت أعراض نقص هذا الفيتامين اللعين عندما دخلت وزارة التربية والتعليم صبيحة هذا اليوم المبارك .

وللأمانة أقول أن هذا الصرح الكبير يعج بالموظفين والمباني والمراسلين والمدراء والمراجعين وكل شيء إلا احترام المواطن والمراجع وصاحب الحاجة ، ذاك الأرعن الذي لو صرخ بأعلى صوته وضرب المكاتب ببعضها والكتب بحواسيبها لا يلام ، جاءتني ابنتي هذه الفتاة النشيطة المفعمة بالحيوية والعطاء والقلب المليء بحب الوطن ومدخراته هذا الصباح ، تشكوا حالها كـ معلمة في هذا الصرح : إنها تاهت في دوامة الراتب بعد أن من الله عليها بالتعيين في إحدى المدارس الحكومية ، وإنها أحبت هذه الوظيفة المقدسة وسابقت الزمن وحازت على محبة طلابها ، وتفانت بعملها لأنها تربت على تقوى الله بأن تحلل راتبها ، ولكن مضت هذه الشهور الستة بدون راتب ، وعند مراجعاتها وسؤالها بالمديرية التي تنتمي إليها لا تجد جوابا إلا أن انتظري... وأما اخر الحجج ( في بيتنا قصدي في وزارتنا توجيهي) وكأن العالم يجب أن يتوقف والمعاملات تؤجل بسبب امتحان الثانوية العامة .

فقررنا الذهاب للنبع لنشرب من رأسه ، ولكن للأسف لم نجد لا نبع ولا رأس ولا حتى كأس ماء ، الكل مشغول متلاهي لا يكلف نفسه حتى بالرد عليك ، وبعض الموظفين يتأملك من الأعلى إلى الأسفل ويشيح بوجهه عنك ، حاولنا التدرج وعمل قرعة مع أنفسنا هل نذهب لشؤون الموظفين أم للإعلام أم ... أم ... ولا حياة لمن تنادي ، الكل يجيبك إما بلا ادري أو المعاملة رهن التوقيع... أي توقيع أيها المسؤول ؟؟ فتذكرت دريد لحام وقصة الجرار في مسرحية غربة ، نزلنا إلى الطابق الأرضي وصعدنا إلى الثالث ثم الأول ثم الأرضي ثم الثاني نبحث عن جواب ولم نستفد شيئا فحزنت واعتصر قلبي ألما ، وحدثت نفسي الست مواطنة أردنية ؟؟ واعشق ترابه ومن حقي أن يسمعوا لي ، ويلبوا طلبي والموضوع ليس صعبا وأسهل ما يكون ولكن ينقصني فيتامين (و) لأنه لو كان معي لأجلسوني على أفخم أريكة بالوزارة وجهزوا المعاملة ( وطجوا) هذا التوقيع وأعطوني إياها

وفي نهاية المطاف خرجنا نجر أذيال الخيبة ونتساءل ، وإذ بنشمية من نشميات الأمن العام تسألنا ما الخطب وما الأمر فشكونا لها ما آل إليه حالنا ، وبأن الموظفين اخبرونا أن الوزير عصبي فلا تقربوه فضحكت وأخذتنا إلى مكتب الوزير وإذ به باجتماع خارج الوزارة ، واخبرنا موظف عند بابه لا ادري ما مسماه الوظيفي أن يوم الاثنين للوزير لقاءات مفتوحة مع المراجعين ، وموضوعكم سهل سلس فتعالوا الاثنين، وإن شاء الله محلوله فشكرت النشمية التي هي ليست من وزارة التربية والتعليم وإن غدا لناظره قريب عسى ولعل أن نستفيد بحل هذه المشكلة العصيبة المعقدة التي تشكل خطرا على طبقة الأوزون، وسبب جوع الصومال غدا اللقاء أحبتي ويا ليتني كان معي فيتامين ( الواو).