العلم منبع الانسانية وقلبها الناطق

العلم منبع الانسانية وقلبها الناطق 
................................................. 
من كلام امير المؤمنين علي عليه السلام .(ما آتى الله - تعالى - عالمًا علمًا إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يَكتمه، وما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يُعلِّموا) فالعلماء هم أعرف الناس بالله وأتقاهم له وبالتقوى يزداد العالم علما ، وبالعلم يزداد التقي تقوى قال تعالى (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {282}[16] (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ {28}) كثيرة هي العلوم الاسلامية التي يتبناها الاسلام والتي يسعى لأن يختزلها الانسان من مكنوناتها ويفسرها على ضوء الشريعة السمحاء ويستفيد منها في حياته العلمية والعملية فمنها المعارف والعلوم العقائدية والاخلاقية والتاريخية والتفسيرية وغيرها ,فالعلم نطاقه واسع فهو بحر لا ساحل له ونهر لا ينقطع فعلى الجميع الغور فيه حتى يُنمي فكره ويتزود به في حياته حتى يصل الى ما يصبوا اليه . 
ومن شرف العلم وفضله : أن الله عز وجل حثنا على الاستزادة منه وأمر بذلك نبيه صلى الله عليه واله وسلم فقال تعالى (وقل ربِّ زِدني عِلمَاً )[1] وفي هذا ما يدل على شرف العلم وفضيلة الاستزادة منه وقد سار العلماء وأهل المعرفة على سيرة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله في طلب العلم والتعلم والحث عليه والغور فيه , فكما أنعم الله عز وجل على الإنسانية بنقلها من ظلمة العدم إلى نور الوجود كذلك أنعم عليها بنعمة العلم الذي يُخرج الناس به من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة , ومما يحكى من وصايا لقمان لابنه: يا بني، جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك، فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء . فالعلم والتعلم يحتاج الى جد واجتهاد ومثابرة وصبر على التحمل لما يلاقيه من آلآم وتعب وكد في سبيل القاءه والتزود به والدليل على الصبر ما جاء في القران وهذا ما فعله موسى مع معلمه، فحين عرض عليه أن يتبعه ليعلمه مما علمه الله، قال المعلم: (إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، قال ستجدني إن شاء الله صابرا لا أعصي لك أمرا، قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا).اذن فالمؤمن لا يشبع من العلم، وأنه يطلب أبدا الزيادة منه، كما قال الله لخاتم رسله: (وقل رب زدني علما). وهذا ما حرص عليه موسى: أن يضيف إلى علمه علما آخر. وحال علمائنا اليوم هو التزود من فيوضات الله عز وجل في طلب العلم والحث عليه والاخذ ببوادره التي يرتقي من خلالها الفرد ليصل الى معدن الرقي والتقدم 
المرجع الديني السيد الحسني دام ظله جاد بسعة علمه ونفاذ بصيرته، في سبر أغوار العلم والتعلم والحث عليه والترفع به فبه تعلو الامم وترتفع وتسمو مكانتها , فالعلم من شأنه أن يزيل ظلام العقول ويمحو الجهل الذي هو ظلمة في العقل تحجب عنه الحقائق وتجعله عاجزا عن فهم ما يدور حوله ,يدعو دائما للعلم وتحريك العقل والفكر عن غياهب الجهل الذي يعد حجاباً سميكاً للعقل البشري لأن الجهل ينزل بالإنسان إلي مرتبة الحيوان لذا فان بذل أي جهد في ازالة غشاوة الجهل يعد رد اعتبار للفرد الامي وتأكيد لإنسانيته .