باسم ورباب

يسري غباشنة
16/2/2011
باسم ورباب
     اليوم هو الجمعة، موعد زيارة بيت الجدّ والجدّة. ركب باسم ورباب في سيارة بابا فرحين مسرورين. وفي أثناء المسير شاهد باسم مجموعة من أطفال الحاويات يثبون في إحدى الحاويات، والقطط العجاف تتراكض هاربة يمنة ويسرة. سأل باسم: ماذا يفعل هؤلاء الأطفال يا أبي؟ أجابت الأم: سدّ بوزك وخللي أبوك يعرف يسوق. غضب باسم وتكوّر في مقعده حزينا كاسف البال، والسؤال مازال يلحّ عليه دون جواب. وفي الطريق استمتع باسم ورباب بالمناظر الخلابة للحقول والبساتين. وما هي إلا سويعة ووصل الركب إلى فيللا الجدّ والجدّة التي تقع على ربوة رائعة المحيّا. فرح باسم وفرحت رباب.
     احتضن الجدّ باسم واحتضنت تيتة رباب. قال الجدّ: ماذا تحفظين يارباب من أناشيد مدرسية؟ سُرّت رباب سرورا شديدا وأخذت تهتف : موطني موطني..ولكن الجدّ لم يمهلها حتى تكمل وقال والغضب على محياه: كفى يارباب، يارباب كفى. عادت رباب إلى حضن التيتة وهي تكمل النشيد بينها وبين مشاعرها المهزومة. قال الجدّ: وأنت ياباسم، ماذا تحفظ؟ فمدّ باسم ذراعه عاليا وصاح بأعلى صوته: عمي منصور نجار يضحك في يده المنشار..فقطع الجدّ النشيد عندما سمع كلمة المنشار. تنهد الجدّ تنهيدة حرّى وقال: لقد كنت ياباسم كمنشار عمك منصور هذا. تعجب باسم وقال: وكيف ذلك ياجدّي؟ قال الجدّ: لقد كنت آكل الأخضر في الذهاب، واليابس في الإياب. آه ياجدّي وآه على تلك الأيام؛ فهذه الفيللة الفخمة، وتلك الأراضي الشاسعة وغيرها وغيرها كانت بفضل هذا المنشار. استغرب باسم وسأل: ولكن عمي منصور يصنع بيتا للعصفور في هذا المنشار. هزّ الجدّ الرأس وقال: دعنا من منصور وبيت العصفور؛ فالمنشار في يدي ليس كما هو في يد هذا المنصور. وبعد أن رأى الجدّ حيرة باسم طمأنه قائلا: لاتخف ياباسم، سأعلمك كيف تستعمل المنشار كما علمت أباك!  
  رنا باسم بنظره بعيدا فرأى فلاحا يحرث حقلا. سأل باسم: من صاحب تلك الأرض ياجدّي؟ فكّر الجدّ هنيهة وقال: الآن ليست لي، ولكنها ستكون لك ياباسم عندما تكبر. قال باسم : وكيف ذاك ياجدّي؟ أجاب الجدّ بلهجة الواثق الذي يستشرف المستقبل: بالمنشار ياباسم بالمنشار.
 
     أما رباب، فجالت بناظريها في أرجاء الفيللة مندهشة بالمسطحات الخضراء حولها وسألت: من أين لك هذا ياجدّي؟ ارتعدت فرائص الجدّ، وتورّم خدّاه، وجحظت عيناه، وانتفخت أوداجه ولكن بعد قليل هدأت أساريره واستقرت فرائصه، وتورّد خداه ؛ فالسائل هو رباب. وهنا فرح الجدّ وفرحت تيتة.
الأسئلة:
1- لماذا غضبت ماما من سؤال باسم؟ 2- ماذا كان يعمل الجدّ في أيام (عفرّان) شبابه؟ 3- قارن بين مهنة منصور ومهنة الجدّ. 4- ما سرّ غضب الجدّ من اتهام رباب أو سؤالها؟ 5- لمن ستؤول أرض الفلاح الذي يحرث بعد أربعين حولا؟
التدريبات:
أ- هاتِ جملة مفيدة يكون فيها الجدّ:1- مرفوعا.2- منصوبا. 3- مجرورا.4- ساكنا دون حركة.
ب- مامعنى كلّ كلمة من الكلمات الآتية: بوزك؟ عفرّان؟ تيتة؟
ج- اختر عنوانا مناسبا للدرس.