افقي عمودي


أن تكون وطنياً عليك أن تقف مع أكثر من خمسة ملايين مواطن ، وأن تكون قومياً عليك أن تقف مع أكثر من مئتي مليون مواطن ، ونحن في العادة نسلك الطريق الصعب " القومية " لأسباب منها أن لا يُـساء بنا الظن أننا إقليميين ، وأقول إذا كنا وطنيين حتى النخاع فنحن قومييون أيضاً حتى النخاع ، وليس لهذا الفهم عندي أي تبرير ، فأنا أردنيٌ في عروبتي ، وعربيٌ في أردنيتي .

أن تكون ضد سياسة مسؤول ليس معناه أنك ضد الحكومة بمجملها ، وإذا كان هدفك مصلحة الوطن فعليك أن تجاهر برأيك ، فهكذا تُـبنى الأوطان بحرص الغيوريين ، وليعلم الجميع أن وقوفنا ضد سياسة فلان ليس معناه ضد شخصه وإنسانيته ، فهو مواطن مثلنا نحبه ونخترمه .

أقـرّت الحكومة الموازنة ، والآن علينا أن نعرف ماذا سيكون للشعب حصة من هذه الموازنة من خلال مشاريع تنموية ، واقتصادية ، وثقافية ، وكيف سيتم تخفيض المصروفات النثرية الباهضة والتي تُرهق الموازنة ، هل هذا من حقنا الخوض به أم علينا السكوت ، وهل ندخل في المنطقة المحرمة والممنوعة إذا تحدثنا بذلك

بعيداً عن المهاترات ، والتخوينات ، وتصفية الحسابات ، علينا أن نكون أكثر اتزاناً في حوارتنا حتى نكون أكثر اقناعاً ، وأنضج حجة.