يعترينا الصمت احيانا , واضعا يديه على افواهنا الا ان المطلع على اوضاع عدد من الجامعات الحكومية لا يستطيع إلا ان يدلي بدلوه في سبيل الوصول للأفضل خاصة مع ازدياد وتيرة السلبية المجتمعية تجاه ما يحصل في جامعاتنا الوطنية هذه الايام , يترافق ذلك مع بزوغ دعوة هنا ونداء هناك لتقويم الاعوجاج , او بالاحرى الاقتراب من حالة الاتزان . 

ان مجالس الامناء - في غالبيتها - وكما يلحظها المراقب والمتابع تقوم بما تقوم به انطلاقا من تنسيبات رؤساء الجامعات لها من توقيع ومصادقة على قرارات لتعيين العمداء او نواب رؤساء الجامعات او المصادقة على ميزانية جامعة ما اضافة الى غير ذلك من امور روتينية الطابع , وهي لا تجتمع الا لتلك الامور ولمرتين او ثلاث مرات خلال العام ! ولكن ما يلفت الانتباه ان تلك المجالس يشارك في عضويتها بعض رجال المال والاعمال واكاديميين معروفين وعلى الرغم من ذلك ألم يخطر ببال احدهم او بعضهم القيام بجولة ميدانية - ولو لمرة واحدة كل فصل دراسي - يتفقد خلالها احوال الموظفين اكاديميين واداريين ؟ الم يخطر ببالهم محاولة مساعدة رئيس جامعة ما تعاني ظروفا مالية صعبة من حسابهم الشخصي الممتلئ بالملايين كما يحصل في الولايات المتحدة مثلا ؟ الم يحاولوا استثمار علاقاتهم التجارية مع كبار رجال الاعمال الاردنيين والعرب لدعم الجامعات وزيادة مخصصات البحث العلمي مثلا او انشاء كراسي بحثية او منح لانشاء مباني وقاعات توضع اسماء الداعمين عليها ؟ الم يخطر ببالهم تنسم هواء جامعاتنا الاردنية وزيارتها بشكل غير رسمي والالتقاء بطلبتها ......؟ 

على صانع القرار الالتفات لحيوية واهمية الدور الملقى على عاتق مجالس الامناء مع عدم التنازل عن ابعاد ايا كان اذا لم يقم بواجبه الملقى على عاتقه خاصة ان الراغبين بالعمل والانتاج كثر , وانا على يقين ان مجلس التعليم العالي الحالي لن يدخر جهدا في التدقيق بآلية عمل مجالس الامناء للجامعات الحكومية بعد معرفتنا ان الرؤى الملكية السامية في مجال التعليم العالي دعت وركزت على جودة المنتج ودينامكية المخرجات من العملية التعليمية التعلمية في جامعاتنا مما يتطلب قيام جميع الاطراف وعلى رأسها مجالس الامناء بواجباتها في وقت يعج بالازمات المالية والادارية , ونحن بذلك لا نقلل من احترامنا لرؤساء واعضاء تلك المجالس ولكننا نشد على ايديهم ان تحركوا للامام وكونوا عونا فعليا وعمليا للجامعات بدرجة اعلى مما انتم عليه لان جامعاتنا هي الصورة الانقى لمجتمعنا ولان الاردن لدينا جميعا هو الاغلى . 

farsounifiras@yahoo.com 

فراس الحمد