برنامج وطني لمكافحة عمالة الاطفال ينفذ في 8 محافظات

 

الطراونه: CHF  الدولية تنفذ البرنامج الوطني لمكافحة عمالة الاطفال في 8 محافظات

 

 


عمان:
يمضي عامان وبعض من العام الثالث ، على مشروع بدأ بملامح قريبة إلى الحلم الورديّ ، ليصبح اليوم حقيقة على ارض الواقع ، بل أساسا لمنظومة وطنية متكاملة لمكافحة عمالة الأطفال ، وتأطيرا لكل الجهود الرسمية والشعبية العاملة بهذا الشأن ، واختصارها تحت عنوان واحد مفاده (برنامج "مكافحة عمالة الأطفال عبر التعليم") الذي تنفذه مؤسسة (
CHF) الدولية في الأردن منذ أكثر من عامين ، بكلفة تتجاوز (4) ملايين دولار ، وبجدول زمني حدد بأربع سنوات. إنها حقيقة مؤسسة (CHF) التي بدأت بتنفيذها منذ عامين ونيف ، بفكرة بسيطة التقطتها من موقع الأردن المتقدم بالتعامل مع قضايا الأطفال ، وأهلته لنيل مكانة هامة على خارطة التمويل الدولي لدعم هذه القضايا الهامة ، وجعلها أكثر قوة وحضورا ، فانطلقت فكرة برنامج "مكافحة عمالة الأطفال عبر التعليم" ليحمل أبعادا مختلفة لا تقتصر فقط على منع عمالة الأطفال فقط ، بل أيضا لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة التي هجروها ، بل وتوفر فرص عمل مناسبة لهم في حال فرضت عليهم الظروف العمل وتحسين ظروف العمل لمن هم فوق سن (18) عاما. الصورة بمجملها تستحق وقفة متابعة ، فالأمر ليس عبثية فكرة طرحت وتلاشت ، فقد أسس البرنامج لحالة خاصة من حماية الأطفال ، وسياج آمن لأكثر من (2000) طفل تم سحبهم من سوق العمل ، وأكثر من (3) آلاف آخرين تمت وقايتهم بعودتهم إلى مقاعد الدراسة ، فغدا المشهد بصورته العامة يجعل من حياة هؤلاء الأطفال تمشي أمامهم ، وليس خلفهم ، وتصبح طفولتهم حقيقية بعيدة عن تشوهات الظروف أيا كانت قساوتها ، وتغيير مفاهيم ذويهم بشكل اكثر احتراما لطفولة ابنائهم وقدسيتها. وللاقتراب من تفاصيل الصورة ، او حتى هذه اللوحة البرّاقة التي لم يعد بها سوى صبح الحياة لأطفال لم يعرفوا سوى آخر الليل في حياتهم ، وحتى نقرأ اسطر نجاح هذا البرنامج ، تحدثنا مع مدير مؤسسة HF)) الدولية في الاردن وليد الطراونة ، ليضع امامنا تفاصيل البرنامج الذي تنفذه المؤسسة بشراكة مع وزارات التربية والتعليم ، والعمل ، والتنمية الاجتماعية ، والمجلس الوطني لشؤون الأسرة ومؤسسة "Quest Scope" ، وتم تحقيق حجم انجاز كبير في خطة العمل التي وضعت بشأنه.



الطراونة في حديثه الشامل لـ"الدستور" لم يخف اي حقيقة بشأن عمالة الاطفال ، معتبرا المشكلة الحقيقة التي تواجه مكافحة هذه المشكلة هي ذهنية اهالي الاطفال المنخرطين في سوق العمل ، وعدم قناعتهم بخطورة ما يقومون به تجاه اطفالهم ، وهذا يتطلب جهودا اضافية تتعلق بثقافة المجتمع الى جانب سحب الاطفال من سوق العمالة.



وشدد الطراونة على ان جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبد الله أسسا لحالة خاصة واستثنائية للطفولة في الاردن ، الامر الذي جعل له مساحة واسعة وهامة على الخارطة العالمية في مجال حقوق الطفولة ، وحتى في جذب التمويل الدولي لمشاريع تعنى بهذا الجانب للايمان المطلق بقدرة الاردن على تنفيذ اي مشروع بفضل قيادته وحرصها على حماية الطفولة. ورأى الطراونة في حديثه الذي استمر اكثر من ساعة ان اولويات البرنامج لا ترتكز على نقطة واحدة ، فهناك عدة خطوات يتم العمل على انجازها خلال المرحلة الحالية وكلها لها الاولوية ، فهناك توجهات لاجراء تغييرات على التشريعات الخاصة بالطفولة والاسرة والمرأة ، ويجري العمل على اعداد دراسة حول عمالة الاطفال في قطاع الزراعة على اساس انه من اخطر القطاعات على الطفولة ، واكثرها استقبالا للاطفال العاملين فيها ، اضافة الى اننا نعمل مع شركائنا على اعداد الاطار الوطني لمكافحة عمالة الاطفال ، والاستمرار في سحب الاطفال من سوق العمل.



وأقرّ الطراونة ان المؤسسة تسعى الى جمع الجهود التي تقوم بها المؤسسات الوطنية واجمالها ضمن اطار واحد تكاملي في اطار برنامج وطني واحد وواضح المعالم لمكافحة عمالة الاطفال. وفي التفاصيل يطرح الطراونة المزيد من الحقائق والمعلومات نعرفها في نص الحوار تاليا.



في 30 دولة بالعالم



سؤال: نود بداية معرفة معلومات حول مؤسسة "
CHF" واهدافها وطبيعة البرامج التي تنفذها في الاردن؟.



الطراونة: "
CHF" هي مؤسسة غير هادفة للربح ، وتعمل في 30 دولة في العالم ، وتنفذ برامج تنموية مختلفة ، وبدأت عملها في الاردن منذ عام 95 كان التركيز خلالها على "المايكرو فاينلز" وفي عام 2007 بدأنا العمل بمشاريع اخرى جزء منها كان مشروع مكافحة عمالة الاطفال ، وهو مشروع من وزارة العمل الامركية ، ومشروع آخر خاص بالتنمية المجتمعية في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ، وهو ممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية.



تمويلنا غير مشبوه



سؤال: دعنا هنا نتحدث بصراحة ، كثيرا ما يرى المتابعون ان كل المشاريع التي تنفذ بتمويل اجنبي يحيط بها الكثير من علامات الاستفهام ، وقلق من اهدافها ، كيف يمكننا اعتبار مشروعكم بعيدا عن هذه التصورات؟.



الطراونة: كل البرامج التي تطبق في الاردن تتم بموجب اتفاقيات ما بين الحكومة الاردنية والامريكية لدعم اولويات الاردن ، وعليه فاننا نحصل على التمويل بناء على هذه الاتفاقيات ، فالممولون الدوليون لا يقومون بالتمويل بشكل عشوائي او بدوافع شخصية ، وانما يتم التمويل بناء على اهتمامات الحكومة الاردنية ، فبالتالي كل البرامج التي تنفذ في الاردن هي بالاساس مقترحة او حتى تنفذ استراتيجيات الدوائر والمؤسسات الحكومية او اولويات الاجندة الوطنية تحديدا.



وبناء على ذلك تمولينا غير مشبوه ويتم بموجب الاتفاقيات الموقعة ما بين الحكومتين الاردنية والاميركية.



سؤال: هل سبق البدء بتنفيذ مشاريعكم في الاردن دراسات اجريت لغايات التأسيس على منهجيات علمية وعملية؟.



الطراونة: معظم المشاريع عندما تطرح من قبل الممولين الدوليين تكون بناء على دراسات ، تقوم بها الجهات الحكومية ذات العلاقة ، او الممولون انفسهم يقومون بالدراسات ، كما ان كل مشروع يبدأ العمل به يقوم منفذوه باجراء الدراسات الخاصة به ، لتحديد الاحتياجات والأولويات ، وحتى يقوم لاحقا بقياس الاثر الذي حققه من المشروع.



مكافحة عمالة الاطفال



سؤال: ما هي ابرز البرامج التي تعملون على تنفيذها الان؟.



الطراونة: البرنامج الاهم الذي ننفذه الان هو "مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم" وهو مشروع ضخم سيستمر العمل به لمدة اربع سنوات ، قطعنا به شوطا مرضيا ، حيث مضى على البدء بتنفيذه اكثر من عامين ، والعمل به يسير بالاتجاه الايجابي ، ويتم تنفيذه في ثماني محافظات وعلى الذكور والاناث.



سؤال: ما هي الفئة العمرية التي يستهدفها البرنامج؟.



الطراونة: الفئة العمرية ما بين سبعة الى 17 عاما ، وتشمل الذكور والاناث.



الواقع محليا



سؤال: قبل الدخول بتفاصيل برنامج مكافحة عمالة الاطفال ، ، كيف تقيمون واقع عمالة الاطفال في الاردن ، هل نحن امام مشكلة في هذا الموضوع ، ام اننا نسير في الاتجاه الصحيح؟.



الطراونة: من الناحية الرقمية والاحصائية ، وبموجب ارقام دائرة الاحصاءات العامة لعام 2007 ، هناك (33) الف طفل عامل ، وما من شك في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العالم ، ان هذا الرقم قد ارتفع بشكل كبير خلال الثلاث سنوات الاخيرة ، ولكن علينا التأكيد انه لا يوجد لدينا مشكلة حقيقية في موضوع عمالة الاطفال ، ذلك ان الجهود التي تبذل في مكافحة عمالة الاطفال تسير بالاتجاه الصحيح.



دعم جلالة الملك



سؤال: اين هو موقعنا على الخارطة العالمية فيما يتعلق بمكافحة عمالة الاطفال ، وحماية حقوقهم؟.



الطراونة: علينا الاشارة هنا الى انه في موضوع عمالة الاطفال ، تعتبر المنظمات الدولية الاردن من الدول المتقدمة في مكافحتها ، ويعتبر نموذجا ايجابيا في هذا الموضوع ، وما من شك ان هناك معطيات عديدة تؤكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح بهذا الموضوع.



ووضع الاردن في قائمة الدول المستفيدة من المنح الخاصة بمشاريع الطفولة حتما تأكيد على أهمية الموقع الذي يحتله بهذا الموضوع.



وعلينا هنا الاشارة الى ان تمتع الاردن بارادة سياسية عليا لدعم قضايا الطفولة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني ، وجلالة الملكة رانيا العبد الله ، جعل لنا مواقع متقدمة في قضايا الطفولة بشكل عام عالميا ، اضافة الى ان جلالة الملك طالما اعتبر الاساءة للاطفال خطا احمر ، وهذا من شأنه تعزيز اي توجه لحماية الاطفال من اي مشاكل او اخطار بما فيها موضوع العمالة.



ان اهتمام صاحبي الجلالة بموضوع الاطفال جعل من خطواتنا اكثر قوة وصلابة باتجاه الافضل ، وتحقيق انجازات متتالية في موضوع قضايا الاطفال ، بكل تفاصيلها ، وما من شك انه كان لذلك اثر كبير على نتائج برنامج مكافحة عمالة الاطفال بشكل ايجابي.



شركاء لا فرقاء



سؤال: هناك الكثير من الجهات المحلية تعمل على تنفيذ برامج ومشاريع تأخذ نفس طابع برامجكم ، ومشاريعكم ، هل هناك تنسيق مع هذه الجهات ، وتكاملية ، ام يمكننا القول ان هناك تعارضا بين هذه البرامج وتحديدا المتعلقة بالطفولة؟.



الطراونة: هناك تنسيق وتكامل بيننا وبين كل الجهات والاطراف التي تعمل في البرامج الخاصة بالطفولة تحديدا ، ذلك ان برنامج "مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم" وهو اساس مشاريعنا الان ، هو برنامج وطني ونحن جهة منفذة للبرنامج ، نعمل مع كل الجهات ذات العلاقة بهذا الخصوص.



ونحن نعمل في تنفيذ البرنامج بشراكة مع وزارة العمل كمظلة رسمية لكل ما يتعلق بموضوع العمل ، ومع وزارة التربية والتعليم كونها الجهة التي تقدم الخدمات التعليمية للاطفال الذين يتم سحبهم من سوق العمل ، ومع المجلس الوطني لشؤون الاسرة ، ومؤسسة ""
Quest Scope ، وكل هذه الجهات الى جانب وزارة التنمية الاجتماعية التي نلجأ لها في بعض الحالات المتعلقة بالمتسولين من الاطفال ، كلها نحن معها شركاء ولسنا فرقاء.



تكلفة البرنامج



سؤال: ما هو حجم تكلفة البرنامج الخاص بعمالة الاطفال ، وهل غطيت تكلفته بالكامل من قيمة المنحة الاميركية المقدمة لهذه الغاية؟.



الطراونة: حجم التمويل الذي حصلنا عليه لتنفيذ البرنامج وصل الى اربعة ملايين دولار ، لكن تكلفة البرنامج تتجاوز هذا المبلغ ، حيث يساهم الشركاء بمساهمات غير مباشرة لانجاز البرنامج ، فيما حددت المدة الزمنية لتنفيذه باربع سنوات ، ذلك ان التمويل لا يمنح الا اذا ما قدمت آليات للاستدامة.



ونذكر هنا ان وزارة التربية والتعليم تساهم في تنفيذ البرنامج من خلال توفير مراكز للتعليم غير النظامي وغرف صفّية للاطفال المسحوبين من سوق العمل ، وبذلك فهي تقدم دعما ، وباختصار فان مساهمة الشركاء تأتي في اطار الموارد المحلية ، وعليه فان كلفة المشروع تتجاوز الاربعة ملايين دولار.



تحديات



سؤال: وانتم تنفذون برنامج مكافحة عمالة الاطفال ، هل تواجهون عقبات في آليات التنفيذ العملي ، وما هي ابرز هذه العقبات؟.



الطراونة: يمكنني ان اقول هنا ان حجم الانجاز حتى الان مرض في تنفيذ البرنامج ، لكن دون ادنى شك هناك تحديات تواجه البرنامج ، تتركز في عدة جوانب من ابرزها المفهوم السائد للقيم التعليمية في كثير من المناطق ، وعدم الاهتمام بالتعليم ، كما اننا نواجه صعوبة في تحفيز الاهل على سحب ابنائهم من سوق العمل لا سيما اذا كانوا عاجزين عن توفير دخل بديل عما يجنوه من ابنائهم العاملين ، وبالتالي نجد صعوبة في اعادتهم للتعليم.



وما من شك ان هناك تعاونا كبيرا من جهات مختلفة في إزالة هذه التحديات او التغلب على بعضها ، فهناك تعاون من صندوق المعونة الوطنية وصندوق التنمية والتشغيل وتحديدا فيما يتعلق بايجاد مصدر دخل بديل عما يحصل عليه الاهل من اطفالهم العاملين ، ذلك ان ابرز المشاكل التي تواجهنا تتعلق بالاسر التي تعتمد على الدخل الذي تحصل عليه من عمل اطفالها ، وللاسف فان هناك مفاهيم مغلوطة في بعض المناطق تتعلق بقيم التعليم خاصة فيما يخص الاناث ، فهناك أسر ترى ان الفتاة يجب الا تتعلم تعليما كاملا ، وتكتفي بتعليمها للحدود الدنيا من التعليم ، ومن ثم تجبرها على ترك المدرسة.



وما من شك ان اولياء الامور اجمالا هم بالاساس ابرز التحديات والعقبات التي تواجهنا ، وعليه يجب تغيير مفاهيمهم بشكل يدركون فيه حقوق التعليم واهميته بالنسبة لابنائهم ، وتحديدا الاسر التي يعتبر بها الطفل هو المعيل الاساسي لها ، ويصعب الاستغناء عن دخله ، في حين يمكننا هنا ان نجد كثيرا من الاطفال لديهم الرغبة بالعودة الى التعليم ، لكنهم لا يستطيعون نظرا لحاجتهم للعمل واعالة اسرهم.

 

 

 




الاطار الوطني لمكافحة عمالة الاطفال



سؤال: في ظل هذا الواقع وهذه التحديات ، حتما تواجهكم صعوبة في التعامل مع ثقافة مجتمع ، وتغيير في تفكير الاسر ، وهي مهمة صعبة لا تقتصر على سحب الطفل من سوق العمل ، ما هي اجراءاتكم حيال هذا الواقع الشائك؟.



الطراونة: هناك آليات نتبعها لكل حالة حسب وضعها ، ونوفر لها الحل المناسب بشكل نضمن به سحب الطفل من سوق العمل وعودته الى التعليم.



ولعل ابرز ما نقوم على تأسيسه الان هو بناء الاطار الوطني لمكافحة عمالة الاطفال ، حيث سيتم بموجبه تحديد مهام كل جهة من الجهات الحكومية في موضوع مكافحة عمالة الاطفال ، بدءا من محطة اكتشاف حالة الطفل العامل ، وتفاصيلها كافة واسبابها وظروفها ، حتى نصل الى التأكد من سحب العامل من سوق العمل او نقلل من ظروف العمل القاسية عليه ، وهذا الامر للعاملين من سن (17) و(18) عاما.



ثلاثة محاور



سؤال: ما هي خارطة طريق عملكم خلال المرحلة الحالية ، وبعد مرور عامين على بدء تنفيذ برنامج مكافحة عمالة الاطفال ، ما هي اولوياتكم الان؟.



الطراونة: نحن نعمل الان على تنفيذ ثلاثة محاور ، الاول سحب الاطفال من سوق العمل من خلال جولات وزارة العمل ، واعادتهم للتعليم من خلال نظام التعليم غير النظامي ، وهذا نظام من ضمن انظمة وزارة التربية والتعليم ، والمحور الثاني اعداد الاطار الوطني لمكافحة عمالة الاطفال ، ووضع اطار لتوضيح عمل كل الشركاء ، وتم بالفعل الانتهاء من المرحلة التجريبية لهذا الاطار ، حيث تمت خلال شهر كامل.



والمحور الثالث متعلق بالتشريعات التي تتعلق بعمالة الاطفال ، حيث ستتم مراجعة هذه التشريعات كافة ، وصياغة التعديلات اللازمة حتى تتوافق هذه التشريعات مع المواثيق الدولية الخاصة بالاطفال ، والتي وقع عليها الاردن ، وهذا المحور يتم العمل به بالتعاون مع المجلس الوطني لشؤون الاسرة ، وكذلك وزارة العمل.



تسويق البرنامج



سءال: كيف تسوّقون برنامجكم ، ليس فقط على الاطفال العاملين بل للمجتمع بشكل عام ، فالكل شريك بتنفيذه ، وتحديدا المؤسسات الاقتصادية التي تلجأ لتشغيل الاطفال؟.



الطراونة: عملنا على تطوير آليات العمل فيما يتعلق بعمل كافة الشركاء ، وتحديدا مع وزارة العمل بحيث اصبحنا جزءا من الحملات التفتيشية على المؤسسات الاقتصادية ، ونسعى لبث الوعي لدى كافة شرائح المجتمع والمؤسسات حول العمالة والمخالفات المترتبة من وراء تشغيل الاطفال.



كما نركز في موضوع تسويق البرنامج على دور الاعلام الذي نعتبره غاية في الاهمية ، وشريكا اساسيا لنا في هذه الخطوة ، ونحن نعمل حاليا على اجراء ترتيبات مع القيادات الاعلامية لنشر الوعي حيال عمالة الاطفال وضرورة مكافحتها ، وهناك تعاون ما بين الصحف ، ونقابة الصحفيين ، والمواقع الالكترونية ، ومؤسسات الاعلام المرئي والمسموع.



وفي ذات الاطار ، سوف ننظم خلوة للقيادات الاعلامية خلال آذار المقبل ، لبحث موضوع اهمية دور وسائل الاعلام في التصدي لعمالة الاطفال ، والعمل الجاد لتكاتف الجهود كافة ، لمكافحة هذه الظاهرة.



دورات تدريبية



سؤال: هل كان لكم خطة لتدريب كوادر للتعامل مع موضوع مكافحة عمالة الاطفال ، سواء كان في المؤسسات التي تعد شريكة لكم ، او لاي جهات ذات علاقة ، وصولا الى حالة نموذجية بهذا الشأن؟.



الطراونة: بالفعل قمنا بعقد دورات تدريبية لمختلف كوادر شركائنا ، حيث قمنا بتدريبهم حول سبل مكافحة عمالة الاطفال وفق أسس دولية.



كما قمنا بتدريب (145) مفتشا في وزارة العمل حول عمالة الاطفال ، وسبل مكافحتها ، وكان لهذه الدورات نتائج ايجابية انعكست على اساليب العمل ونتائجه ، فنحن لا نهدف لاكتشاف حالات العمالة من اجل المخالفة فقط ، لكن نحن نسعى لاكتشاف الحالة ، والوقوف على تفاصيلها ، وتقديم الارشاد والنصح وتكون آخر المراحل في حال عدم التجاوب معنا ، مسألة المخالفة ، والعقوبة.



الدستور: وماذا عن خطوات معالجة عمالة الاطفال؟ وما هو عدد الاطفال الذين استفادوا من البرنامج؟..



الطراونة: نبدأ بدور وزارة العمل في اكتشاف حالات العمالة ، ومن ثم نعمل على تغيير المفاهيم الاجتماعية عند الاسر التي يعمل اطفالها ، والتأكيد على اهمية التعليم ، وحث الاطفال على العودة للتعليم ، وهذه الخطوة تنفذ بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم التي اعدت (57) مركز تعليم غير نظامي ، وهذه المراكز تخرج منها ما يزيد عن ألفي طالب ، تمكنوا من اتمام دراستهم بها ، فيما كان هناك ما يزيد عن (3) الاف طالب تمت وقايتهم من الانخراط بسوق العمل.



سؤال: هل يتوقف دوركم عند اكتشاف الحالة واعادتها للتعليم ، ام هناك خطوات لاحقة لذلك تضمن عدم عودة الطفل لسوق العمل؟.



الطراونة: دورنا مستمر ولا يتوقف عند حد اكتشاف الحالة واعادتها للتعليم ، فنحن نتابع وضع الطالب الى ما بعد المدرسة ، وهناك اتفاق مع مؤسسة التدريب المهني لتدريسهم بعد انهاء فترة المدرسة ، ذلك ان غالبية هؤلاء الاطفال يرغبون بالدراسة المهنية ، وهذا ما نقوم به ، حيث نواصل مع الطالب حتى يلتحق بمراكز التدريب المهني ، او حتى اذا رغب في اتمام دراسته الجامعية.



التسول



سؤال: هل يدخل المتسولون الاطفال في اطار برنامجكم؟.



الطراونة: البرنامج الذي ننفذه معني بكل طفل ظروفه غير ملائمة ، ويضطر للعمل ايا كان نوعه ، فان البرنامج يستهدفه ، لكن المتسولين لهم نظرة مختلفة ، حيث يتم التعامل معهم من خلال وزارة التنمية الاجتماعية التي تعد شريكا لنا ، وبالتالي فان موضوع التسول تتولى مهمته بالغالب وزارة التنمية الاجتماعية ، ونحن نقدم ما يمكننا تقديمه وفق المتاح ودون احداث اي ارباك بعمل الوزارة.



سؤال: اين يتم تنفيذ البرنامج ، هل عملكم موزع بالمحافظات كافة ام فقط في عمّان؟ واين تتركز اعلى نسبة عمالة للاطفال في المحافظات؟.



الطراونة: البرنامج ينفذ في ثماني محافظات هي: عمّان ، الزرقاء ، اربد ، جرش ، البلقاء ، مادبا ، الكرك ، العقبة.



وحسب الاحصاءات الرسمية فان اكثر من (35%) من الاطفال العاملين هم في عمّان ، والمناطق التي حولها ، وبقية الارقام موزعة على باقي المحافظات ، علما بأن هذه الاحصائيات في عام ,2007



وبطبيعة الحال فان لكل منطقة خصوصيتها في عمالة الاطفال ، تتعلق بطبيعة الاعمال التي يمارسها الاطفال ، واسباب العمالة.



المهن الزراعية الأخطر



سؤال: ما هي اخطر انواع المهن على الاطفال التي تسعون لمكافحتها بحزم؟.



الطراونة: من اخطرها المهن الزراعية ، وللاسف هناك اعداد كبيرة من الاطفال يعملون بهذه المهن ، ونحن الان بطور الاعداد لدراسة حول عمالة الاطفال في قطاع الزراعة ، كونه يعد من القطاعات الخطرة لعمالة الاطفال ، نظرا لتعرضهم للمبيدات والسموم والظروف غير الصحية.



وبموجب الاحصاءات الرسمية يعد قطاع الزراعة من القطاعات العالية في عمالة الاطفال ، وتحديدا في مناطق غور الاردن.



سؤال: ما هي فلسفة برنامجكم؟



الطراونة: نحن في عملنا ننطلق من فلسفة واضحة باننا كمؤسسة لم نأت بجديد ، فنحن نعمل على تجميع ما تقوم به المؤسسات الوطنية الرسمية والشعبية منها في موضوع عمالة الاطفال ، ونعمل على تجميعها في اطار واحد تكاملي منظم يكمل فيه كل طرف جهد الآخر في اطار برنامج وطني واضح المعالم لمكافحة عمالة الاطفال.



جريدة الدستور - محليات

ِ