فالرطل ونص يرجح، وفق المثل الشعبي .


اذا تقدم المرء الى وظيفة هنا، فإنه، وللأسف، يتوجب عليه البحث عن واسطة أقوى من صاحب القرار بمرة ونصف لكي يتمكن من الحصول عليها.

تقدمت لوظيفة مذيع تلفزيوني عام ١٩٨٤، كوني كنت تواقا للعمل الإعلامي، واتخذت قرارا بترك العمل المصرفي.

قال الإعلامي الرفيع المستوى الأستاذ ابراهيم شاهزادة لصديقي الأستاذ محمد أبو زيد (ابو يزن) - مدير العلاقات العامة ببنك الاسكان في ذلك الحين: أنت تعلم بأن هذه الوظيفة حساسة، واذا كان الأخ الدويك مناسبا، سيتم تعيينه، والا فأنا أعتذر اليك مسبقا.

قدمت امتحانا نظريا، واعلمتني سكرتيرة الأستاذ ابراهيم بأنني قد حصلت على أعلى علامة، ثم قدمت امتحان نشرة أخبار، وكان الأستاذ ابراهيم يراقبني من خلال المونيتور، وعندما انتهيت، راجعته ، أمد الله في عمره، فقال لي: برافو، أنت promising، وتحتاج الى اسبوعين من التدريب فقط وستكون على الهواء بإذن الله. نجحت من اول مرة، وفي العادة يمنح المتقدم اكثر من فرصة.

أنهيت اجراءات حسن السلوك، والفحص الطبي، ثم تقرر مقابلة الراحل محمد أمين ، الذي قال لي: أنت لديك خبرة مصرفية، ونحن بحاجة اليك في الشؤون المالية.

أحسست بأنه أراد إبعادي لتفوقي، خصوصا وأنني خريج الولايات المتحدة، وأتقن الإنجليزية بطلاقة.

قلت له: لدي رغبة وشغف شديد في العمل الاعلامي، وأنوي ترك وظيفتي كمسؤول للعلاقات الخارجية في بنك الاسكان بسبب تلك الرغبة الجامحة، وكما تلاحظ، فإنني قد تفوقت في الامتحانين، والبلد مليانه محاسبين.

قال: تعال معي، بلكي أقنعك الأستاذ نصوح المجالي.

ذهبنا سوية مشيا على الأقدام، وقابلنا الرجل الذي قال: معاك ٤٨ ساعة تفكر !

قلت له: هو قراري الأخير.

أخطأت بعدم البحث عن نص رطل ؟ لا، ولله الحمد.

وعدت للعمل المصرفي بغصة لا تزال تؤلمني، ولست مسامحا بالطبع.