"يا وصفي قم لترى.. الوطن يباع والهوية في خطر.. !!
أخبار البلد
د. مولود رقيبات
وسط تفاعلات الاحداث التي تشهدها المنطقة بشكل عام والملف الفلسطيني الاسرائيلي على وجه الخصوص وعربدة الوزير الاميركي جون كيري بجولاته المكوكية بين العواصم عمان والقدس" ورام الله "حسب مفهوم رجالات السلطة الوطنية " الجد د يحمل مشروعه التآمري التصفوي لما تبقى من القضية الفلسطينية بعد عن ان عملت الدوائر الصهيونية ومعها الامريكية بالتعاون مع بعض دول وساسة المنطقة على مدى اكثر من ستين عاما على تفريغ القضية من مضمونها لتنتقل من قضية عربية مركزية الى ملف مفاوضات اسرائيلي فلسطيني ومجرد مسار تقوده مجموعات متفاوضة تم اعدادها مسبقا في المطابخ السياسية الامريكية لتفرخ ما يسمى بالسلطة التي تقبل بالحكم الشبه ذاتي ويلهث قادتها من اجل التفاوض مع المحتل متناسين الاف الشهداء والدماء التي سالت على ارض فلسطين والدمار الذي خلفته الحروب الصهيونية ضد الشعوب العربية خلال اكثر من ستة عقود .
اليوم ونحن نشهد على ما يبدو الحلقة الاخيرة من مسلسل اسمه القضية الفلسطينية لتسدل الستارة فيما بعد الى الابد على هذا الذي اصبح يسمى الملف وتحذف من الادبيات العربية والعالمية كلمة " حق العودة" وتنام اسرائيل دولة يهودية خالصة بمباركة شرعية من ممثلي الشعب الغلبان الفلسطيني ومعه مفاوضين اخرين ينوبونه في موضوع التعويضات " السخية " حسب ما صرح به محمود عباس الرئيس الفلسطيني .
المشهد الماثل امامنا والكتمان الذي يحيط زيارات ومشروع كيري الى الاردن اضافة الى التسريبات الصحفية سواء عربي 21البريطانية وغيرها كلها تشير الى ان هناك في عمان ادارات جاهزة منذ زمن لادارة المفاوضات المتعلقة بالللاجئين والتعويضات ، هذا اذا ما اخذنا تصريحات المسؤول في السلطة الوطنية ياسر عبد ربه حول خطة كيري والتي تقول بانه لا يوجد فيها نص على حق العودة مما يؤكد ان خاتمة المسلسل اقتربت وما هي الا ايام معدودات حتى تتكشف كل خيوط المؤامرة وتتعرى قضية التعويضات سواء للاجئين او للدولة الاردنية الحاضنة لهم وحصة كل واحد منهم.
امام هذا المشهد الذي يهدد اولا وقبل اي شيء الاردن الوطن والاردنيين الشعب وهنا اقصد الاردنيين من كافة الاصول والمنابت كما تعودنا ان نسمع تحضرني وتتملكني رغبة جامحة ان اصرخ باعلى الصوت " يا وصفي قم لترى ... يا وصفي الوطن يباع ... يا وصفي الهوية الوطنية الاردنية في خطر... يا وصفي نحن اليوم بحاجة اليك رمزا" ..
كما ويحضرني ايضا المشهد المهيب لجنازة الشهيد الفقيد وصفي التل ويا ليت التلفزيون الاردني يتكرم علىينا باعادة بثه للارنيين كي يشاهدوا الالاف من الرجال والنساء وحتى الاطفال الذين شاركوا في تلك الجنازة في صورة لم تتكرر الا في جنازة الحسين ، اعيدوا بالله عليكم تلك المشاهد ودعوا الاردنيين يشعرون من جديد بالفخر والاعتزاز ...
اين هي تلك القامات العظام ؟ ... اين اولئك الرجال الذين اصطفوا حول جنازة وصفي جاعلين منها مناسبة للوطنية والرمزية ... نحتاج للتاريخ لنعيد للاجيال رمزية وصفي وفكر وصفي وقدرة وصفي على جمع الاردنيين على كلمة واحدة " الاردن" ، نعم نحن اليوم بجاجة الى الرمز الوطني الاردني بعد غياب استمر منذ استشهاد وصفي ... لقد حرمنا من الرموز الوطنية وقدموا لنا رموزا مقلدة بدائل للقامات العظيمة امثال وصفي .
لذا نستنهض اليوم وصفي .... شدني في جنازة وصفي تلك الصور التي ارتفعت لوصفي وشعارا كتب " كلنا وصفي" نعم كلنا وصفي الرمز والفكر عندما يتعلق الامر بالاردن وهويته ...كلنا وصفي نقف بوجه المؤامرة المحدقة بنا وبارضنا ووطننا ..... لم ولن ننسى وصفي وسيظل حاضرا في عقولنا وقلوبنا مهما تم من محاولات لطمس التاريخ "وهو المستحيل" لان التاريخ حاضنة الماضي ايضا والحاضر والمستقبل ... ها هي الاصوات ترتفع اليوم تنادي وصفي الفكر والهوية والشهيد من اجل قضايا الامة والوطن ... اليوم نحن بأمس الحاجة للالتفاف حول هويتنا الاردنية والدفاع عن قضية الاشقاء في فلسطين حتى تتحقق لهم دولتهم على تراب كل فلسطين بعيدا عن مشاريع التقسيم والتوطين والتهويد والمقايضة المادية والتعويضات السخية .... من اجل ان يفاوض الفلسطينيون عن انفسهم بانفسهم بدون وكلاء وفي وسط النهار تحت الشمس لا خلف الكواليس . من اجل كل هذا نستصرخ وصفي اليوم