هل تَحَوَّلَ علاوي الى المذهب السني..؟

يبقى المشروع الذي يطرحه اياد علاوي جامعاً وعراقيا صميمياً في وقت تعلو فيه أصوات التقسيم والتجزئة والعنف الطائفي. والمشروع يتجاوز الرجل، وبغض النظر عمن يطرحه، إلى كونه محط آمال وتطلعات شعب سئم الفرقة والجزارين واللصوص.
يحسب لاياد علاوي أنه لاعب سياسي ، لم يحد عنها حرفاً، ورفض كل أغواء لاستخدام اساليب غير سياسية، فلم يشكل مليشيا، ولم يؤدِ فروض الطاعة لدول تتحكم في المشهد السياسي ولها اثرها العسكري والثقافي، وبقي عراقياً في زمن ضاعت فيه الهوية لصالح هويات فرعية، مذهبية وعرقية، ومليشيات.
ليس القصد من هذا المقال مدح الرجل، فعلى الصعيد الشخصي بيني وبينه " ما صنع الحداد!"، بيد ان التساؤل المطروح: ما البديل المنطقي في عراق اليوم؟. إن لم تكن دعوة تحمل هموم الهوية الوطنية وتدعو الى عراق واحد، حر ومستقل على كامل ترابه الوطني.
لا يمتلك علاوي كل الاوراق في يده، وليس في موقع سلطة، ولا تتحكم يمينه في خزائن مال العراق، بل على العكس فهو مستهدف من اولئك الذين يمتلكون كل ذلك، لدرجة اعجب.. كيف استطاع الاستمرار قابضاً على مبادئه لا يحيد عنها ما استطاع الى ذلك سبيلا، وما لم يستطع.
يكفي انه عمل على جمع كافة تناقضات المجتمع العراقي، وانتصر للسنة مثلما الشيعة، وطمح الى اخراج العراق من المستنقع الذي وقع فيه، استنادا الى وحدته ، في حين اختار اخرون مدججون بالعمائم والاسلحة والدعم الخارجي الطريق الاسهل الذي ادخل العراق في نفق لا يبدو في نهايته ادنى بصيص ضوء.
سار علاوي ومن امن بدعوته في حقول الالغام السياسية والحقيقية، ودفعوا الثمن تلو الثمن، وليس اقصاؤه عن تشكيل الحكومة غداة فازت قائمته بجل مقاعد البرلمان، ذلك الاقصاء الذي تم بتوافق ايراني- اميركي، الا واحدا منها، مثلما جرت عمليات اغتيال وتصفية لاعضاء في قائمته وحزبه فضلا عن الاقصاء عن المناصب والوظائف.
وما كان علاوي سيسمح له بتشكيل الحكومة "حتى لو تعلق باستار قم"، كما قلت في مقالة لي في حينه.
اليوم يتحدث علاوي باعتباره ناطقاً باسم الضمير، فهو يواصل انتقاداته لسياسات المالكي مطالباً اياه باشراك السنة في الحكم، بدلا من ابقائهم مجرد ديكور. لكنه يعرف ان المالكي لم ينفذ ولن ينفذ وعوده بتقاسم السلطة.
ودان علاوي التصعيد العسكري في الانبار، وسحب وزراءه من الحكومة وطالبها بتلبية مطالب المعتصمين، كما دعا القوات المسلحة أّلا تكون رأس الحربة في ضرب الناس، وبإيقاف التصعيد العسكري على المواطنين العزل بشكل فوري.
بالطبع لدى خصوم علاوي ما يقولونه ضده، ولا استغرب ان تؤول مواقفه من وجهة نظرهم تأويلاً غير صحيح، كأن يتهم بانه تَحَوَّلَ الى "الطائفة السنية وغدا تكفيريا مثلا"، الا انه من المناسب القول: ان الرجل الذي تمسك بعراقيته في احلك الظروف.. لن يغير خطه مهما كانت الضغوط.