حب الوطن بحماية الممتلكات العامة

مشكلة تحدث في مجتمعنا الأردني الحبيب في كافة مدنه وقراه وبشكل يومي ومستمر، ويجعلنا نحس بما تعانيه كثيرا من الممتلكات العامة من خدش للذوق والحياء وإساءة للأخلاق ونكاد نشعر ونتألم مع هذه الجمادات التي تئن وتشتكي من هذه الأفعال المشينة، فمن واجبات المواطنة الحقة والانتماء للوطن والوفاء له، على جميع أبنائه المحافظة على الممتلكات العامة والتي هي جزء من مكتسباتنا جميعا، بنيناها بجهدنا وعرقنا ومالنا وتضحياتنا، وتعلقت بها آمالنا وتطلعاتنا لغد جميل مشرق بهي، بالأمس كانت بلادنا صحراء، الفقر في أرجائها، والخوف في أنحائها.

واليوم أضحت جنة ببهائها والأمن سر بقائها، هي اليوم دوحة غناء ومدن عامرة وطرق سريعة وجسور معلقة وجامعات ومدارس ومرافق ومباني وحدائق ومتنزهات وحضارة في كل شبر من بلادي الغالية حتي كأن ربوعها بالحسن أضحت غانية، لكن أيدي العابثين تجرأت وتسببت في هتك وجه الحسن، ما هذه الأفعال الباغية؟! بل إن ما سكب العذاب على الفؤاد وأحرقه عبث غبي بالذي نحن جميعا نملكه، تشكو الممتلكات العامة، وإن كانت جمادات من عبث العابثين ونزق المستهترين الذين يعلمون ولكنهم يتجاهلون أن كل ما على أرض بلادي من ممتلكات، هي مكتسبات لنا جميعا، ولأجيالنا القادمة، الشحوب يبدو على الجدران والبنيان والعمران يؤلم القلب ويحرك الوجدان، فهذا يكتب عابثا وذاك يلهو جاهلا والآخرون تجمهروا ليباركوا هذا المجون وكأنهم ألفوا الخبال وباركوا فعل الجنون !!! أنها خيانة للأمانة، وضعف في الانتماء، ومعصية لله وتهاون بمبادئ ديننا الحنيف الذي حفظ لكل شي حقه حتى الجمادات!

نعم حتى الجمادات فهي تسبح الله ولكن لا يفقهون تسبيحها .قال تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) لو كان لهذه الجمادات لسان ناطق لشكت إلى الله من هذا العقوق ومن جهل السفيه وما فعلت بها يده .لكن لنا أمل كبير في العقول الراشدة والنفوس الأبية التي تمتلئ بالغيرة والوطنية، فلتبتعد النفس الأبية عن جميع المنكرات، ولتسكب الحسن البهي بحفظها للمنجزات، هذه بلادنا لنا جميعا ملأت علينا قلوبنا وأستثارت مشاعرنا وكوامن نفوسنا، وهذه منجزاتنا وممتلكاتنا فلنصونها كما نصون أرواحنا .