كمال ناصر: فقيه قانوني "بعيد عن المغالاة السياسية"
خاص لاخبار البلد - تنسب اليه التنمية السياسية..فقد تولى وزارتها في مرحلة مهمة، وإن كان لم يصب كثير نجاح.
يرى البعض ان المشكلة ليست في كمال ناصر وانما في الوضع العام والمناخات التي اتى بها وزيراً، ويرى حزبيون أن الوزارة منذ إنشائها قبل ثماني سنوات، "لم تقدم شيئاً لعملية الإصلاح السياسي ولم تسهم مبادراتها والحوارات التي أجرتها في إحداث تنمية حقيقية”.
أما هو فيقر بشيوع "لبس” حيال التنمية السياسية بشكل عام، لكنه يرفض الاتهامات بتراجع الإصلاح السياسي في الخطاب الرسمي:"الإصلاح السياسي ليس مجرد قرار حكومي، وإنما هو تعبير عن تطور المجتمع بحيث يتصف إقراره بالمشاركة ويتصف المجتمع ذاته بالديمقراطية” .
الرجل النحيل ذو الحضور المؤثر الذي ترك ويترك بصمة مهمة في المسار الديمقراطي بشكل عام، كثيرا ما يأخذه التامل فيما كان ، ويأمل ان يكون.. لكنه ابدا يشرع ابوابه لكل الناس.
مكتبه في العبدلي لا يخلو من اصدقاء واعلاميين وسياسيين يؤومونه في كل وقت، وبيته في ضاحية الرشيد لا يحول الثلج الذي تمكن هناك، خلال العاصفة الاخيرة، من دفئه المديد.
ولد الدكتور كمال ناصر اسعد برهم في " رامين"، تلك القرية الوادعة الواقعة على طريق " نابلس- طولكرم"، ويعني اسمها باللغة السريانية "الامكنة العالية"، وفي الرومانية " الحصن المنيع"، ولكل من اسمه نصيب.
مشهد اشجار الزيتون ما زال يسكن أحداقه، فالطفل الذي وعى على الحياة قبل اربعة سنين من النكبة، يتذكر ما عنّ له التذكار.
ما انهى الثانوية العامة حتى شد الرحال الى دمشق دارسا الحقوق في جامعتها، وحاز الليسانس عام 1966.
كانت دمشق ايامها مرجلا من غضب، والسياسة تتلاطم فيها مثلما الرياح التي تهب من صوب قاسيون اتية لا منحالة من الجليل وما ورائه.
ولياسمين دمشق في قلبه مكان.. وأي مكان.
أكمل ترحاله في طلب العلم بعدها، في مجاله القانوني، وحل في قاهرة المعز دارسا للدكتوراة التي حازها عام 1980.
من يزرو نقابة المحامين قد يرى فيما يرى صورته باعتباره نقيباً سابقاً، لكن كثيرا مما قدمه للمهنة ما يزال نابضاً وحياً، فخلال الفترة من 1993-1996 كانت النقابة في اوجها، وخط الدفاع الاول، كما هي دوما عن المواطنين.
اختير في تلك الاونة وبعدها أميناً عاماً مساعداً لاتحاد المحامين العرب، وعضو في اللجنة الملكية لمكافحة الفساد ، وعضو مبادرة هيئة كلنا الاردن .
وهو الى ذلك محاضر في الجامعات الاردنية ، ومحام ومستشار ومحكم .
اختاره عبد الكريم الكباريتي في حكومته التي رفعت شعار الثورة البيضاء عام 1996 وزيرا للتنمية الادارية، وكثيرا ما نظر الى الوزارة ايامها، باعتبارها اكبر من مسماها. ثم جاء وزيردولة للشؤون القانونية في حكومة نادر الذهبي عام 2007، فوزيرا للتنمية السياسية في حكومة معروف البخيت التي اعقبتها.
وما بين مقاعده الوزارية جاء عضوا في عضو مجلس الاعيان الرابع والعشرون والسادس والعشرون.
ناصر الذي جاء من رحم الاحزاب والنقابات يؤمن بدولة المواطنة وهو لا يكل ولا يتراجع، كما يؤمن بالاصلاح وبالتطور السياسي وعقب مرة بقوله: "إنني أفهم تماماً نظرة التشكك والريبة بسبب بعض التراكمات السابقة، لكن في هذا الخصوص، أرجو أن أؤكد أن جلالة الملك يقود مسيرة التنمية والإصلاح والحداثة في إطار من العدالة والمساواة والنزاهة ".
يرى مقربون منه انه "ذكي ولماح وحافظ درسه جيداً، وبعيد عن المغالاة، ولهذا السبب يحبط كثيرون منه وهم يتطلعون الى دور " أقوى يلعبه"، لا يراه مناسبا له بتاتاً.
وبحسب ناصر فإن الخطوات المطلوبة لإحداث تنمية سياسية تنحصر في: إرساء قواعد الديمقراطية، مشاركة فاعلة للمرأة في جميع الميادين، وتعزيز دورها في الأحزاب، ومشاركة فاعلة للشباب في عملية التطوير السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال تنمية روح الانتماء الوطني، واحترام الرأي والرأي الآخر، وتعميق روح الحوار، واحترام الحريات والمساواة والشفافية وتكافؤ الفرص، وترسيخ مبادئ الكرامة والنخوة والانتصار للحق والتكافل التي هي من أهم مزايا الشخصية الوطنية الأردنية، واعداد قاعدة بيانات (سياسية ، مؤسسات مجتمع مدني) موثقة تخدم مؤسسات المجتمع المدني ، التخطيط السليم والموجه في مجال التنمية السياسية. وهي لا شك عناوين واسعة انما اساسية.
" ابو ناصر" فقيه قانوني يعتد برأيه، وله تلاميذ ومريديون، وهو ما فتيء يفقه الناس فيما بين امكانيات السياسة والتطلعات، وما كان ابدا بائع شعارات.. وهي مهنة مارسها كثيرون.
خالد ابو الخير