مخيم اليرموك ... نكبة أخرى

محمد ابوعلوان

 في مناظر تقشعر لها الابدان ولا يستطيع البشر تحملها ، لا تجد العائلات والاطفال في مخيم 

اليرموك الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق ما يسدون به رمقهم بعد أن نضب كل اخضر نبت 

على ارض المخيم جراء القصف المستمر من اطراف متعددة . مئات الآلاف من االفلسطينيون في 

هذا المخيم كانوا يبحثون عن عالم لا قتل فيه ، لا دمار ، ولا دموع ، ليأتي القصف عليهم من كل 

حدب وصوب ، مخيم يحكي في كل ركن من اركانه قصة المعاناة التي جسدها أفراد يعيشون 

طعم الموت بحياه ، فببؤس غربتهم أسموه مخيم ، مخيم القتل والجوع والحصار ، لا طعام لا 

أشقاء لاماء يقترن بأسمه ، لا شيء سوى الموت الذي أصبح أغلبه جوع . صرخات اللاجئين 

بالاغاثة تشبع العالم دموع ومسلتزمات الحياة الرئيسية مفقودة والبنايات تتهاوى بالانهدام 

الواحدة تلو الاخرى والعالم يقف عاجزاً عن تقديم احتياجات بقائهم على قيد الحياة ، فمنذ 

ولادتهم يعيشون حياتهم بلا آمال ، ويصارعون قسوة الحياة بكل ظروفها المؤلمة التي لا ترحمهم 

ولا تشفق عليهم . كل ما هو مطلوب من الدول العربية ان تضغط على النظام السوري لتحييد 

المخيم من الصراعات القائمة وتوفير ممر آمن لإدخال الاغاثة الى ابناء المخيم الذين يعانون من 

اسوء الاوضاع المعيشية والصحية والتي تعتبر جريمة بحق الفلسطينيون جميعا . مخيم اليرموك

 وبأختصار كان نموذجاً رائعاً للتعايش السوري الفلسطيني ومثالاً ساطعاً على طبيعة الحياة التي

 عاشها الفلسطينيون بعد نكبتهم الكبرى عام 1948 ، إلا ان صناع القرار في الغرف السوداء في 

تل ابيب وواشنطن والدوحة والرياض وغيرها ليست راضية على هدوء هذا المخيم لتُدخله في 

دوامة الدم المستمرة في سوريا ضمن حصار ينفذه النظام السوري والمعارضة بتواطؤ عالمي 

وعربي ، ليكتب مخيم اليرموك نكبة أخرى على جدار كل بيت فلسطيني ..