هَلْ لَدَيْنَا أَحْمَدُ عِزْ...؟

هَلْ لَدَيْنَا أَحْمَدُ عِزْ...؟

 

نظراً للتشابه في أساسيّات الحياة وجوهرها الثّقافي والسياسي و الاجتماعي بين الشّعوب العربيّة وبين ومجتمعاتها مع بعض الاختلافات في الشّكليّات والجزئيّات التي لا تَكاد تُلحظ سوى بالّلهجات وبعض العادات؛ أجد نفسي أمام هذا التّساؤل الذي عنونت به مقالتي هذه، وذلك من باب الاجتهاد الذي يمكن أن يُخطيء أو يُصيب، وفي الحالتين فوائد كثيرة، وأقلّها أخذ الحيطة و الحذر لتجنّب عناء البحث والمجادلة الذي سيُبذل مجّاناً بين كثرة التّأكيد من (الباص) الشّعبي واستماتة النّفي من (المارسيدس) الرّسمي.

 

يُجْمِعُ الّلسان الشّعبي في كيفيّته (طويل قصير) و على هيئته (عادي مثقّف)، وحسب ظرفه (خائف جريء)؛ من خلال ما حصل عليه من مساحة تعبير  تنفيسيّة وليست إجرائيّة؛ على أنّ لدينا في الأردن ليس أحمد عز واحد، وإنّما (أحمدات)، ومن لا يعرف أحمد عز (المصري مش  الأردني)، أُبيِّن على أنّه (حسب ما طالعناه في وسائل الاعلام المرئيّة و المسموعة والمقرؤة): ولدٌ لأبٍ مصريٍّ وأمٍّ يهوديّة، وعاش بداياته (عالحديدة)، وراقص وطبّال (درمز) مقابل أجر ما، يمكّنه من شراء بعض سجائر (الكليوبترا بالفرط)، وبقدرة قادر؛ تَعَرَّفَ على جمال مبارك في الأردن، و (هْدَيْ هْدَيْ...إسمله اسمله...) إرتقى مرتقاً صعباً في التّجارة و السّياسة المصريّة، بل سيّداً بعد أن كان عبداً، وتَسْقُطُ عنه شرعاً فريضة الجهاد، و لا يملك شيئاً من أمر نفسه أو يُقرِّر لها؛ أصبح يُشار له بالبنان كأهم رجل أعمال مالكٌ للمليارات، وأمين ومقرر للحزن الوطني الحاكم في مصر، والآن...؛ آل إلى ما آل اليه... .

 

 يارب؛ أدعوك أن يخرج علينا لسان (جَهيزَه) الرّسمي (بعد أن أَقسَم على كتاب الله أن يكون مُخلصاً لله و الوطن و الملك) لِيُجيبنا بالرّفض فيعيد لنا احترام أنفسنا الذي نفقده كبسطاء شرفاء كرماء  بسبب شعورنا بانّنا أصبحنا (مَلطعه) و (مَضْحكه) لمن هم  كأحمد، وآباؤهم  كعز ، وأمّهاتهم... ؟؟؟، ومهما عددت؛ فإنّ حَفرَك في أساسهم لن يصل بك إلى أرضِ صخريّةٍ صلبةٍ لتضع عليها بُنيانك، وإن فعلت؛ فإنّها فِلَاْحَةً خَثِرَةً (بالوعة بلّاعه)، ستُعلِنُ عن إنهدام سطحه  أو نزول أرضيّتة أو تشَقُّق جدرانه في وقت لا تُريده أو يسعفك لِتُصلح أو تَضمن النّهايه، أو أن يُجيبُنَا (بعد أن أَقسَم...) بالإيجاب، ويتعهّد للأردنيين جميعاً بإبطال فتيل هؤلاء المارقين الخونه، والذي إن لم يُنْزَع توقيته؛ فسيبدأ توقيت حراثة الأرض بِعُجُوْلِهَا، وسَتُبْذرُ بِبذارِ بلديِّ ناصعٍ قيّمٍ ليس فيه شائنة أو (عَوار)، لا بِذارٌ حكوميّ نخَرَت به (سوسة) الحَبِّ فتسوّس، وأبهت الزّوان لونه، وأفقده قيمته، فيُسَوٌقُ لنا، فَنُجْبَرُ على احتوائه واقتنائه وزراعته في تُربَتِنا الطّاهرة المقدّسة وهو مُتَكَلَّفٌ مُكْلِفٌ، فنمدحه كرهاً، ودواخلنا تصرخ طَوعاً بأنّه تالِفَاً مُتْلِفَاً.

 

وفي حال أتى أو لم يأتِ الخبر اليقين حول وجود أحمد عز بيننا أم لا، وعلى أمل أن تأتينا الأخبار وتبدي لنا الأيّام القادمة بما لم نُزوَّد؛ سأكون طمّاعاً بقلمي ليسأل بالنّيابة عنّي وعن كل فضوليِّ وطنيٍّ كذلك: هل لدينا أو بيننا (أنس فقّي) أو (عبدالرّحيم شعبولّا) أو (مراد طرابلسي) مثلاً؟ والقائمة تطول... .

 

ومبدئيَّاً؛ (النِّسوان الِّلي ورا الْجَرْيَهْ؛ يقولن: ياجْدِيْدِيْ: خِذْ مِنّا ولا تاخِذْ مِن غَيْرْنَا...، والله، والْيِصْقَعْنَا والْيِرْقَعْنَا، إنّه فيه... وفيه...).