الى معالي وزير التربية والتعليم الأكرم

لن نتحدث الا بكلمة حق نهنئ بها أنفسنا ومجتمعنا الاردني الواحد بالخطوات الجادة والاجراءت الملموسة التي جاء به رجل بحجم المسؤولية كمعالي الدكتور محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم .. هذا الاردني الاصيل صاحب الفكر النيّر والرؤى التربوية الثاقبة ، عمله المخلص جعله في شغلٍ شاغل لا ينام إلا ساعات قلائل، ذهنه لا يتوقف عن التفكير في وزارته، يربط نهار يومه بليله، تلك الوزارة ذات المسؤوليات الجسام، مهمتها إنشاء أجيال تخدم الوطن مستقبلاً، ومؤسسات تعليمية، وإدارات، وتشعبات ليس لها أول من آخر، ناهيك عن المدارس وما نحن به الان "الثانوية العامة" .. دعونا نثني على إنجازاته في وقت قصير ، ونقول له كان الله في عونكَ يا معالي الوزير وسدد الله على طريق الخير خطاك .

الدكتور محمد الذنيبات رجل بحجم الوطن .. جهوده الوطنية وإسهاماته تتحدث عن شخصه ، فقد أثبتّ انه أهلاً لكل المسؤوليات، وفي زحمة سعيه للتطوير والتحديث في بناء وزارة التربية والتعليم فنحن اليوم في امس الحاجة إلى اعادة بناء الوزارة ضمن رؤى تطويرية وتصحيح مسيرة التعليم من حيث الأهداف والمنهج والأسلوب.

وفي ذلك لا أريد أن أستطرد فقد سمعت معاليه في أكثر من مناسبة وهو يتناول قضايا التعليم بما يستحقه من اهتمام ، فلنا الحق في أن نتفاءل باجراءات وزارة التربية على يد معاليه ، وبما نلمسه من اهتمام منه . ونسأل الله أن يعينه على تحقيق ما نصبوا إليه من تطوير وتحديث.

ففي خضم تسارع الثورة المعرفية وزحام التطبيقات الإدارية ونظمها التطويرية ورغبة الوزارة في الحصول على الجودة والإتقان في مجالات عملها من جهة وواقع المتغيرات في منظومات التعليم وأساليبه وتقنياته من جهة أخرى ، وكذلك حاجات العاملين والتزاماتهم المهنية تدفعنا جميعا ان يكون طموحنا لا محدود في الارتقاء والصعود إلى افضل المستويات في الخدمات التعليمية والتربوية ما يجعلنا نتطلع باستمرار الى القرارات الشجاعة المبنية على التفكير الهادف، والحوار الواعي، من خلال الخطط التنموية خاصة في مرحلتنا الراهنة فنحن محتاجون إلى نمط آخر من ادارة الشؤون الادارية والتربويه.. وأهداف كيفية، قابلة للتقييم السليم، ومرتبطة بالتنمية المهنية التي تعطي لكل ذي حق حقه .

بعيدا عن مركزية القرارات وتهية الظروف والامكانات للعمل الابداعي الفذ .. ما يمكن الوزارة من القيام بمسؤولياتها، ومحاسبة كل ذي مسؤولية على النتائج ,وصولا الى الدفع باتجاه التخطيط السليم ووضع المعايير والمتابعة والتقييم, ومحاسبة المقصرين.

ادعوك معالي الوزير الى الجلوس مع العديد من الطاقات الواعدة التي تمتلك رؤى اصلاحية فذة تستطيع المساهمة في اعادة هيكلة الوزارة بما يرقى الى الطموح المنشود فالميدان ملئ بجهابذة الفكر الاداري والتربوي المتمكن بعيدا ممن تكررت وجههم وعرفت افعالهم ووضحت صورتهم على مستوى الوطن ولذلك فاننا بحاجة الى تدوير الوظائف والمناصب في المراكز القيادية والالتزام بمعايير الكفاءة والنزاهة في اختيار القيادات فالوزارة وتطوير البنية وتعزيز القدرات المؤسسية، و تطوير وتحسين الإدارة ومكافحة الفساد، إلى جانب الاهتمام بكافة الكوادر ، وتجسيد مبدأ العدالة والشفافية والمساءلة الجادة بعيدا عن المحسوبيات ..

اننا بحاجة فعلية الى تطوير البناء الهيكلي للوزارة بما يعزز التفاعل والتكامل بين كافة الادارات وإلغاء مظاهر الترهل الإداري والوظيفي وذلك بمواصلة إعادة بناء وهيكلة اجهزة الوزارة الرئيسية وترشيد اعداد الموظفين وبناء القدرات المؤسسية والأهتمام بالكفاءات التربوية الوطنية الإدارية و المهنية و تطوير قدراتهم و استقطابهم للإستفادة منهم في مجال تطوير الوزارة وفي إطار تطبيق مبدأ (الشخص المناسب في المكان المناسب ) مما يتيح الأستغلال الأمثل للموارد المتاحة من أجل تنمية بشرية متوازنة لتلبية الإحتياجات المطلوبة .

انني ادعو معالي الوزير الى تعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة في مناحي العمل وتعزيز آليات الرقابة ومحاربة البيروقراطية وتجفيف منابع المسيطرين على المراكز المعروفة و وضع الضوابط اللازمة لتنظيم العمل،وكذلك مراجعة معايير المفاضلة والاختيار لشغل الوظائف الحساسة بالاتجاه الذي يعزز مبدأ الاستحقاق ترجمة للرؤى الملكية السامية.

وفق الله معاليك لتحقيق كل حلم وامل لخدمة هذا البلد العظيم والقيام بمسؤوليتكم على ما يرضي الله تعالى تحت راية سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز إنه سميع مجيب والله من وراء القصد. - See