هل يصدر العدوان كتابا شبيها "بسنوات الصبر والرضى

حــازم عكـروش

عندما خرج الدكتور خالد الكركي من الحكومات السابقة التي شارك فيها فقط لمجرد المشاركة للحصول على لقب معالي دون برنامج عمل واضح يسهم في وضع اصلاحات حقيقية تلبي مصالح الشعب الاردني في المجالات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، حينها اصدر كتابه المعروف " سنوات الصبر والرضى" مبررا مشاركته في تلك المناصب.

لقد كان الامل بالكركي صاحب" كتاب اوراق عربية " الذي عرج به على الاحلام الوطنية  والقومية والانسانية ان يشارك في الحكومات ضمن رؤى وبرامج تنقل البلاد نقلة نوعية في كافة المجالات  لاطمعا بكرسي الوزارة وحل ازمة الرئيس المكلف، بدليل انهم ساهموا بتفاقم الازمات الوطنية والسكوت عن التجاوزات والفساد الحاصل طيلة السنوات الماضية خاصة وان مسؤولية الوزراء تضامنية حسب ما ورد في الدستور الاردني.

نكتب ذلك لكي لاتتكرر التجربة مع الاستاذين طاهر العدوان وحسين مجلي صاحب المرافعة الشهيرة في الدفاع عن "الدقامسة الجندي الذي قتل عددا من الصهاينة في منطقة الباقورة"، تلك المرافعة التي اكد لي احد المحامين على ضرورة تدريسها في الجامعات نظرا لاهمتها وقيمتها القانونية.

وان كنا نتحدث عن مشاركة الاستاذ طاهر العدوان رئيس تحرير العرب اليوم  في حكومة البخيت كونه _أي العدوان_ اسس مدرسة في الاعلام الوطني المستقل والجريء الذي حقق قفزة نوعية على صعيد الاعلام الاردني كونه التزم من خلال الصحيفة بنقل الحقيقة للمواطن والمسؤول والدفاع عن مصالح الوطن والمواطن من خلال الاشارة لمواضع الخلل وطرح الافكار المعبرة عن هموم وهواجس المواطنين بكل جرأة وحيادية.

وعندما كشف عن  مشاركتة في الوزارة وتركه لجريدة العرب اليوم (النموذج) شعرنا بأن هناك محاولة لاضعاف الجريدة التي هاجمها البخيت عندما اغضبه نشرها لمشكلة "تلوث المياة في المفرق" وعلى الرغم من رفضنا لربط سياسة المؤسسة بشخص مهما كان مع تأكيد ثقتنا بالاستاذ فهد خيطان وزملائه بمواصلة النهج الوطني الذي اختطته الصحيفة لنفسها منذ تأسيسها.

وايضا ان ثقتنا بالوزير العدوان كبيرة و لكن تجارب من سبقوه من اصحاب الفكر والموقف الذين تقلدوا منصب الوزارة جعلنا نضع ايدينا على قلوبنا في حال فشل الحكومة في اجراء اصلاحات حقيقية وعميقة تسهم في تشجيع المواطنين على الانخراط في الحياة السياسية والاقتصادية بشكل فعال لاسيما وان المطلوب الان هو اصلاحات جذرية تبدأ بتعديلات دستورية باتت مطلب الكثير من المواطنين.

نخشى ان لايتحقق مبتغى الحكومة والناس في المستقبل القريب وعدم القدرة على تحقيق المطلوب شعبيا ووطنيا مما يسهم بمزيد من النكوص والتراجع والانهيار ، عندها تهتز الثقة في كل شيء ونفقد الامل بالاصلاح الذي لاتنفع حينها مبررات الفشل او حتى تلك المذكرات والكتب التي اصدرها من قبل اديبنا الدكتور خالد الكركي في كتابه (سنوات الصبر والرضى).

 

من المؤكد ان الكثير ممن يعرفون الوزير العدوان جيدا يتوقعون اعلان موقفه مبكرا في حالة عدم قدرته على احداث التغييرات المطلوبة وتقديم استقالته قبل ان نخسر شخصية وطنية بهذا الحجم.

ويحضرني في هذا المقام الخطوة التي قام بها الوزيران  محمد فارس الطراونة وسليم الزعبي اللذين  رفضا الاستمرار في الحكومة عندما خالفت توجهاتها مع القناعات التي كانوا يؤمنون بها.