مشعل الزبن: وثبة الى العلا لتقبيل وجنة الوطن والقائد
خاص لاخبار البلد - حين تشرق الشمس، وينفجر النهار، تراهم يسارعون الى ميادين التدريب بسلاحهم الكامل، تسابق أرجلهم الرياح. معنوياتهم عالية، وقلوبهم كقلب رجل واحد، يثبون الى العلا.. ويقبلون وجنة الوطن والقائد .
أولئك رجال الجيش، ليوث الوغى، حماة الديار، لا يأتمرون الا بأمر رجل واحد، حاز ثقة الملك وأخلص للوطن، هو قائد الجيش، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، الفريق اول مشعل الزبن، وهو في كل احواله: جندي مخلص من جنود "أبو الحسين"، ملكنا ونجمنا الهادي وسيدنا المعظم .
حلم الجيش، وقيمه العالية، داعب اجفان الفتى الاسمر الذي لوحته شمس مدينة الجيش "الزرقاء"، وهو يقطع الدرب الى مدرسته الابتدائية.، وما زال بالبال النشيد الصباحي : خافق في المعالي والمنى.. ويخفق القلب ويردد اللحن، كلما رأى العلم الذي يستظل تحته كل الاردنيين ويفتدونه بالمهج والارواح، حيث ينبغي ان يكون.
الباشا الزبن من مواليد عام 1953 في مدينة الزرقاء، وما زال لها في الوجدان حنين وبقايا تذكارات.
كثيرا ما كان يسترعي انتباهه رجال الجيش وهم يعبرون في الاسواق، او يتسلق تلة ليرى ماذا يفعلون وراء سور احد المعسكرات، وقد لوحتهم الشمس، تنز جباههم عرق الجد والكدح والرجولة، سواعدهم سمر ، وأحداقهم، تخبرك من أي معدن هم. يتجملون بـ "البيريه" و"الفوتيك"، وهل من ثوب ينطق فخرا مثله؟.
متكأهم أخمص بندقية، وسمرهم اهازيج وطنية، وأحلامهم مثل ربى الاردن دائمة الاخضرار .. وردية.
ما ان انهى دراسته الثانوية حتى التحق بالكلية العسكرية عام 1972 وبعد تخرجه من الكلية، بدأ حياته العملية كضابط سلاح دروع.
ويعادل سلاح الدروع سلاح الفرسان في الحروب القديمة، ويمتاز بقدرته على الحسم وتحقيق الصدمة والترويع.
على صهوات الدروع كان ممكنا ان نراه، ضابطاً يشتعل حماساً وديدنه الاتقان. ويسير، حين يحين موعد المسير الطويل، يقود رجاله الى حيث تتعب الدروب والربى ولا يتعبون، وتلتوي اعناق الجبال دوماً حيث يمضون.
وكثيرا ما رأى رفاق سلاحه الضابط الاسمر يستغل اوقاته ليقرأ كتاباً ويزداد معرفة.. فالعلوم العسكرية اخذت بشغاف قلبه، وما تزال.
في المعلومات المتوفرة عن الفريق أول الزبن انه التحق بعدة دورات داخلية وخارجية، منها كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية. كلية الحرب الملكية الأردنية، كلية الدراسات الدفاعية الملكية /المملكة المتحدة.
تسلم عدة مناصب قيادية عليا مختلفة خلال خدمته العسكرية أهمها:قائد كتيبة دبابات، قائد لواء مشاة.، مدير العقيدة والتدريب المشترك مديرية التدريب العسكري سابقا، قائد منطقة العسكرية الشمالية.
ومن ثم عمل رئيسا لهيئة التخطيط الاستراتيجي قبل توليه منصبه الحالي كرئيس لهيئة الأركان المشتركة منذ عام ، 2009 وتقلد عدة الاوسمة وميداليات محلية وأجنبية.
واحد من الادوار المهمة ما قام به الجيش خلال العاصفة الثلجية التي اجتاحتنا منتصف كانون الأول 2013 من فتح طرق ومهام انقاذ وتأمين الاغائة لمن تقطعت بهم السبل، فضلا عن مساعدة اللاجئين السوريين، وكم من موقف انساني تبدى في تلك المهمة التي ما تزال مستمرة.
وهو الجيش، كما أراده جلالة الملك، يحمل البندقية في يد والخير لكل الاردنيين في يد.
وهو الجيش.. بهمة رئيس اركانه، وترجمته الأمينة وفهمه لتوجيهات القائد الاعلى، عين لا تنام، تحمي الحدود وتسهر لكي ينام المواطنين بامان.
وهو الجيش.. الذي يعن لي أن أتذكره ، حين كنتُ رفيق سلاحهم، مثنياً على اخلاصهم وتفانيهم حيث هم، بيارق تطير وراء بيارق. صناديد، شم، كأنهم بعض الهوى، وكله في آن. لا يتسلل الكلل والملل بين جنباتهم، ولا تتشابه أيامهم، فهم في كل يوم في شأن، يترفعون على الآم البشر، ويبذلون ما في طاقاتهم وفوقها، ليكونوا على اتم جاهزية، وفي كل حال.
وليسمح لي الباشا ان أضمن ما كتبته عنه وعن رفاق سلاحه هذه التحية لرجال الجيش، للضباط والجنود حيثما كانوا، حماة الحمى، ليوث الوغى، جنوداً غير مجهولين، يعرف فعلهم كل من عاين جهودهم الموصولة وتضحياتهم الكبيرة، والنذر الذي اوفوا به لوطنهم وقائدهم، فداء وولاء واخلاصاً وبطولة.
آخر القول: لا مستقبل إلا الذي تحميه سواعدهم، ويصونه جدهم، حين يحتاج الى الجد.
خالد أبو الخير: