حق العودة من اجل(عودة الحق)!

الحق , يا ((معشر القوم)) , كلمة من الكلمات المأثورة الشهيرة ، كلمة من الكلمات المعبرة الصادقة , حروفها من نور ، حروفها جارية على الأقلام والألسنة ، كلمة الحق في : الحق يعلو ولا يعلى عليه , لها مكانة عالية تحّلق بالفضاء , إنها حقا كلمة ذات دلالة كبيرة ، ولها مغزى دقيق ، وبعد عميق ، لها ثبات ورسوخ متأصل في قلب كل إنسان وفكره ومشاعره , كلمة الحق ذات دلالة جليلة ومعاني سامية ، نعم لكلمة الحق مكانة في جميع اللغات وفي جميع الأديان ، كلمة الحق لا تعرف الحدود , جعلت ما سواها من النقائض والأضداد باطلا مدحوضا ، وتقليدا ومرفوضا , وانطلاقا من تلك المعاني والدلالات الجليلة لكلمة الحق وعلوها شكلا ومضمونا , نقول هناك عدة حقائق هامة في إطار مفهوم التدافع بين الحق والباطل , أن المعنى الأساسي لظهور الحق على الباطل هو الثبات عليه ، وأن ثبات أهل الحق هو شرط تفعيل كل أساليب وأدوات إزهاق الباطل , كيف لا وقد جاء في قوله تعالى{بل نقذفُ بالحقِ على الباطلِ فيدمغهُ فإذا هو زاهقٌ ولكمُ الويلُ مّما تصفونَ}, هذا هو قانون السماء , فماذا عن قانون الأرض ؟ يتعلق حق العودة يا ((أصحاب القانون)) : بمادة قانونية في القانـون الدولـي , أُقرّت هذه المادة في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والذي بدوره أُقر من الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1948م , وحق العودة يكفل للفلسطينيين العودة إلى أراضي 48 والـ 67 وحق التعويض على المعاناة من هجرتهم من وطنهم , نعم الكثير من الدول والمؤسسات والجماعات والأفراد يذكرون حق العودة في قوانينهم وأدبياتهم وخصوصاً المضطهدين منهم . حق العودة يا ((أهل الأرض)) هو حق لكل فلسطيني طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948م أو في أي وقت بعد ذلك ، في العودة إلـى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية , وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلاً أو امرأة وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجد ومكان ولادتها وظروفها السـياسية والاجتماعية والاقتصادية . حق العودة يا ((أصحاب الفقرات)) حق مكفول دولياً , فهو حق غير قابل للتصرف ، مستمد من القانون الدولي المعترف به عالمياً , فحق العودة مكفول بمواد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر عام 1948، إذ تنص الفقرة الثانية من المادة 13 على الآتي : لكل فرد حق مغادرة أي بلد ، بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده . أعجبني يوما يا ((تجّار التسعيرة)) أعجبني صاحب إحدى بقالات الحيّ , عندما علّق في بقالته لوحة كَتبَ عليها : الرجاء عدم التصفير بالشفتين عند سماع الأسعار , وهنا نقول لساسة إسرائيل : الرجاء عدم التصفير بالشفتين من مبادئ حق العودة من اجل عودة الحق , فهذا الحق , غير قابل للتصرف وهو من الحقوق الثابتة الراسخة ، وان هذا الحق مثل باقي حقوق الإنسان لا تنقضي بمرور الزمن ، ولا تخضع للمفاوضة أو التنازل ، ولا تسقط أو تعدل أو يتغيّر مفهومها في أي معاهدة أو اتفاق سياسي من أي نوع ، حتى لو وقعت على ذلك جهات تمثل الفلسطينيين أو تدعى أنها تمثلهم , أيضا لأن حق العودة حق شخصي ، لا يسقط أبداً ، إلا إذا وقع كل شخص بنفسه وبملء أرادته على إسقاط هذا الحق عن نفسه فقط . والسؤال يا ((أهل المرابع)) الذي يطرح نفسه هنا هو : هل تقبل جارتنا إسرائيل وساستها مبدأ حق العودة ؟ اعتقد أنهم يعتقدوا أن حق العودة يهدد بل ويلغي كيانها المبني على أكثرية اليهود في فلسطين , لأن حق العودة يعني أن تعود فلسطين للفلسطينيين كعودة للحق بسبب كثرتهم ولو كان الحكم للإسرائيليين , نعم يا ((امة القسطاس))هذه مبادئ حق العودة , من اجل عودة الحق , كل الحق , لأهل الحق .