تعدّدت الأسماء والعدو واحد ... داعش وشقيقاتها وجهان لعملة واحدة قراءة في الحرب على داعش

يبدو أن دول العالم اتفقت فيما بينها على هدف واحد هو القضاء على ما يسمى داعش أو على الأقل تقليم أضفارها وتحجيم قدراتها بعد أن أصبحت خطراً على دول العالم جميعا خلا إسرائيل وأضحت الساحة السورية والعراقية مسرحاً للحرب عليها فأصدقاء الأمس لداعش من الجماعات المسلحة على الساحة السورية توحّدت ضدها وأعلنت الحرب عليها فاشتعلت المعارك الضارية في حلب وريفها مروراً بإدلب والرقة ودير الزور وخلال مدة لا تزيد عن بضعة أيام سيطرت الجماعات المسلحة على كثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش حتى تم الاستيلاء هذا اليوم على المقر الرئيس لداعش في حلب ، وأمام هذه الهجمة الشرسة ضدها أعلنت داعش أن أعضاء الائتلاف السوري هدفا مشروعا لها وقامت بإعدامات بالجملة لأسرى الجماعات المسلحة وقادتها حتى وصل بها الأمر إلى التهديد بالانسحاب من حلب وتسليمها للقوات النظامية ، وعلى الجانب الآخر شنت القوات العراقية ومسلحو عشائر محافظة الأنبار حربا لتطهير المحافظة من عناصر القاعدة أو ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق وسارعت الولايات المتحدة بتزويد القوات العراقية بطائرات دون طيار وبصواريخ وأسلحة متطورة ، ودخلت روسيا على الخط فقدّمت أحدث طائراتها المروحية ( صيّاد الليل )مما حدى بداعش إلى إعلان مدينة الفلوجة إمارة إسلامية ولا زالت المواجهات مستمرة على الساحة السورية والعراقية .
هذا استعراض سريع لما يجرى هذه الساعة من أحداث تصدرت عناوين نشرات الأخبار .
ما الذي دفع العالم فجأة لإعلان الحرب على داعش ؟ ولماذا في هذا التوقيت ؟ ومن المستفيد من وراء ذلك ؟ جميعها أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابات مقنعة وشافية .
لو عدنا للوراء قليلاً لوجدنا أن معظم دول العالم الغربي بزعامة أمريكا وبتمويل عربي خليجي ساعدت عن سبق إصرار على دخول عناصر القاعدة إلى الساحة العراقية والسورية لتحقيق الأهداف المرسومة لها من تدمير للدولة العراقية و الدولة السورية وإسقاط نظامها فقامت تلك الدول بتزويد داعش بالمال والسلاح ومباركة جرائمها التي أرتكبت بحق جنود الجيش السوري والعراقي وغض الطرف عن عملياتها الانتحارية التي طالت كل مرافق الحياة في سوريا والعراق حتى كان العام المنصرم من أكثر الأعوام دموية في العراق منذ سقوط بغداد . ولكن حين تجاوزت القاعدة الخطوط الحمراء وذهبت إلى القيام بعمليات انتحارية في العمق الروسي بتحريض سعودي فكانت تفجيرات فولغوغراد التي تبيّن أن أحد الانتحاريين شخص كان يقاتل بسوريا، اختلطت أوراق اللعبة وحين هدد الرئيس الروسي بوتين بضرب ممولي الإرهاب متوعدا برد يغير ساحة الشرق الأوسط ، ورابطا بين ما يجري في سوريا والعراق ولبنان وروسيا ،فهم الجميع الرسالة الروسية وحملت على محمل الجد
فأعلنت الحرب على القاعدة ( داعش ) لامتصاص الغضب الروسي أولا ومن أجل تلميع العصابات المسلحة المجرمة التي توحّدت على الساحة السورية ضدّها بإشراف أمريكي سعودي وتقديمها للعالم على أنها هي التي تمثل المعارضة السورية المعتدلة التي ستفاوض النظام في مؤتمر جنيف 2 ولكي تذهب الدول الداعمة للجماعات المسلحة بعيدا وتمتلك أوراقا تفاوض عليها كان لابد من تغيير موازين القوى على الساحة السورية فتنتزع من داعش وتعطى للجماعات المجرمة الأخرى وعندها سيعلو الصوت المطالب بإخراج مقاتلي حزب الله من الأراضي السورية وتصويره على أن عناصره عناصر أجنبية جاءت من خارج سوريا شأنها شأن عناصر داعش التي تتعرّض لهجمة شرسة وكأننا نسينا أن تلك الجماعات مهما تسمّت بأسماء جديدة هي الوجه القبيح الأخر للقاعدة وأن مقاتليها أشد بطشاً وإجراما من مقاتلي داعش ، أوليس منهم آكلوا الأكباد وباقرو البطون ومستخدمو الكيماوي بحق المدنيين والأطفال ؟ وأوليس منهم سارقوا الأثار والممتلكات ومدمرو المشافي والمدارس ؟ وأليس منهم من كبّر للطائرات الصهيونية وهي تقصف قلب العروبة دمشق ؟ واعترف أن الصهيوني الإسرائيلي صديق له ومن باب رد الجميل لهم فتحت مشافي دولة الاحتلال لعلاج جرحاهم ؟
لقد أيقن الغرب بزعامة أمريكا وأيقنت السعودية راعية الإرهاب الدولي أن عناصر داعش الذين جيء بهم من 82 دولة لإسقاط النظام السوري قد فشلوا في تحقيق مسعاهم فالدولة السورية أكثر قوة من قبل والجيش السوري يبسط سيطرته تباعاً على الأرض ويطهرها من رجس العصابات المجرمة وأن الرئيس السوري أشد إصراراً على محق الإرهاب وأدواته وانهم مهما فعلوا لن يغيّروا من واقع الأشياء فالشعب السوري ملتف حول قيادته والعشائر السورية أعلنت صراحة أن الذي يمثلها هو الوفد الحكومي وليس معارضة فنادق الخمسة نجوم أزلام السعودية وعملاء الغرب
غالب راشد
عمان 8/1/2014