وقود الثورات (زوجات متحكمات وأبناء فاسدون)

 

لا يخفى على أحد أهمية الزعيم في حياة الأمة، وما يمثله للوطن من رمزية عز وشموخ، وينهض الوطن ويرتقي ما دام زعيمه يتقي الله ويعمل ما يمليه عليه دينه فيلقى الحب والقبول الحقيقي من شعبه وحسن الخاتمة من الله عز وجل.

وعند النظر إلى ثلاثة زعامات عربية تم خلعها من الحكم؛ نرى أن المسبب في ذلك يعود إلى احد أمرين  الأبناء الفاسدون أو الزوجة المتحكمة.

فمثلا الشهيد صدام حسين مع كل ما قدمه للعراق والأمة (وان كان هناك بعض الأخطاء) إلا أن فساد أبنائه وتحكمهم بمقدرات الشعب العراقي والفسق والمجون الذي ظهر عليهم، افقده الشعبية فربط الناس بين أفعالهم وبين سلطة والدهم؛ إلا أن الله يعلم بالنوايا فأحسن خاتمتهم كما رأينا.

وما حدث بمصر خير شاهد على مساهمة الأبناء الفاسدين في تقويض حكم والدهم ؛فالرئيس المخلوع مبارك عمل الكثير في شبابه من اجل مصر ،ولكن مع التقدم بالعمر وتسلم أبنائه مقاليد الحكم والتجارة ؛ أطاحا بكل ما بناه الوالد عبر خمسين عاما من الخدمة  أنهاها راكبا طائرة الاستكانة لابسا ثوب الذلة متشحا وسام الخلع .

والرئيس التونسي الذي قهر الشعب ثلاثة وعشرون عاما كانت اليد الطولى في الحكم لزوجته الكوافيرة ،فالزوجة المتحكمة قد تكون اشد ضررا من الأبناء الفاسدين بتصرفاتها المشينة من تقريب الأقرباء واضطهاد الشعب وعزل من تريد ونهب مقدرات الوطن على التسوق والحفلات والمشاريع التي تضخم  إمبراطوريتها فشدت الزعيم  إلى طائرة الذلة فلا ينفع الان فهمتكم فقد فات موعد الفهم ولا أبنائي الأعزاء فأبناؤك باعوك.

 وريت الأمر يتوقف عند ذلك ؛بل تتسابق الدول التي وقع في أحضانها فمع ركوبه الطائرة يتم الإعلان عن تجميد حساباته لديها فلا كسب الدنيا وبالتأكيد خسر الآخرة.

وحتى أن الأمر ينطبق على كل رب أسرة أو صاحب مؤسسة فيشقى ويتعب ويكد طوال حياته وعندما يبلغ من العمر عتيا تصبح نهايته على يد زوجته المتحكمة أو أبنائه الفاسدين والشواهد كثيرة فهل من معتبر.

mohammadalzyod@yahoo.com